قالت منظمة الصحة العالمية إن الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الشائعة، بالإضافة إلى سوء التغذية، تسببت في موجة من الوفيات غير المبررة حتى الآن في جنوب غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية.أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت سابق من هذا الشهر أنها في "حالة تأهب قصوى" بسبب "حادث غير معروف للصحة العامة" أودى بحياة العشرات في منطقة بانزي، على بعد حوالي 700 كيلومتر (435 ميلاً) جنوب شرق العاصمة كينشاسا.ويمثل الأطفال دون سن الخامسة ما يقرب من نصف الحالات والوفيات الناجمة عن ما وصف بأنه مرض غير مشخص.ظهرت الحالة لأول مرة على الرادار في أواخر أكتوبر، حيث رفعت السلطات الصحية في بانزي حالة التأهب في أواخر نوفمبر بعد ارتفاع عدد الوفيات.مراقبة معززة وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم تنفيذ مراقبة معززة بسرعة، والتي كانت في غياب تشخيص واضح تعتمد على تتبع الحالات التي تظهر عليها أعراض الحمى والسعال وضعف الجسم وأعراض مثل القشعريرة والصداع وصعوبة التنفس.وفي تحديث للوضع، قالت منظمة الصحة العالمية إنه في الفترة من 24 أكتوبر إلى 16 ديسمبر، بلغ إجمالي الحالات التي تنطبق عليها التعريف 891 حالة، بما في ذلك 48 حالة وفاة.وقالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنه حتى 16 ديسمبر، أظهرت نتائج مخبرية من 430 عينة نتائج إيجابية للملاريا والفيروسات التنفسية الشائعة بما في ذلك الإنفلونزا، وفيروسات الراينو، وفيروس سارس-كوف-2، وفيروسات كورونا البشرية، وفيروسات نظيرة الإنفلونزا، والفيروس الغدي البشري.وقالت منظمة الصحة العالمية "بينما لا تزال هناك اختبارات معملية أخرى، فإن هذه النتائج تشير مجتمعة إلى أن مزيجًا من الالتهابات التنفسية الفيروسية الشائعة والموسمية والملاريا المنجلية، بالإضافة إلى سوء التغذية الحاد، أدى إلى زيادة في الإصابات الشديدة والوفيات، مما أثر بشكل غير متناسب على الأطفال دون سن الخامسة".وأضافت أن "هذا الحدث يسلط الضوء على العبء الشديد الذي تشكله الأمراض المعدية الشائعة (التهابات الجهاز التنفسي الحادة والملاريا) في سياق الفئات السكانية الضعيفة التي تواجه انعدام الأمن الغذائي".وقد قامت منظمة الصحة العالمية بتقييم المخاطر الصحية العامة الإجمالية في المجتمعات المتضررة على أنها مرتفعة، مما يتطلب تعزيز مكافحة الملاريا وتحسين التغذية.وعلى المستوى الوطني، اعتبر الخطر منخفضا نظرا لطبيعة الحدث محليا.وأضافت منظمة الصحة العالمية أن "العديد من المناطق الأخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية تشهد مستويات متزايدة من سوء التغذية، وما شهدناه في بانزي قد يحدث أيضاً في أماكن أخرى من البلاد".ويصعب الوصول إلى المنطقة بالطرق البرية، كما تفتقر إلى البنية الأساسية الصحية. ويواجه السكان أيضًا نقصًا في مياه الشرب والأدوية.وتقول السلطات الكونغولية إن المنطقة، التي عانت من وباء حمى التيفوئيد الخطير قبل عامين، تعاني أحد أعلى معدلات سوء التغذية في البلاد بنسبة 61 في المئة.(ترجمات)