تريندات عدة تنتشر عبر "تيك توك" تُظهر الشبه الكبير في التفكير والتصرف بين التوأم. دائما ما تلفت حياة التوأم الأنظار، وتكثر الأسئلة حول نمط حياتهما خصوصا إن كانا متطابقين. لكن ماذا عن الناحية الصحية؟ هل يمكن أن يكونان متطابقين أيضا في الأمراض؟بداية، نشير إلى أنه وفق الدراسات يزداد عدد التوائم أكثر من أي وقت مضى ويرجع ذلك أساسًا إلى الاستخدام المتزايد لعمليات التلقيح الاصطناعي وارتفاع سنّ الانجاب نتيجة تغيرات في سن الزواج.ارتفاع ولادات التوأم وقام الباحثون بتحليل سجلات من أكثر من 100 دولة، ووجدوا وفق صحيفة "الغارديان" ارتفاعا كبيرا في معدلات ولادة التوائم منذ الثمانينات، حيث يولد الآن واحد من كل 42 شخصا توأم، أي ما يعادل 1.6 مليون طفل سنويا.وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت معدلات التوائم من 9 إلى 12 لكل 1000 ولادة منذ الثمانينيات، لكن الصورة تختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر. ولوحظت أكبر الزيادات في: أميركا الشمالية (71%).أوروبا (60%).آسيا (32%).يوجد في إفريقيا نسبة عالية من التوائم الذين يولدون بشكل طبيعي من بيضتين منفصلتين، وبحسب الدراسة فإن 80% من التوائم يولدون الآن إما في أفريقيا أو آسيا.توأم متطابق وغير متطابقيولد التوائم بشكل طبيعي عندما تنقسم البويضة المخصبة تلقائيا إلى نصفين، مما يؤدي إلى توأم متماثل، أو عندما تطلق الأم بيضتين مخصبتين في وقت واحد، مما ينتج عنه توأم غير متطابق. ويولد معظمهم نتيجة لعلاجات الخصوبة، مثل تحفيز المبيض أو نقل أكثر من جنين من خلال التخصيب في المختبر (IVF) إلى الرحم في نفس الوقت، وهي ممارسة لا ينصح بها الآن في العديد من البلدان لأسباب صحية.وفي السياق، ميّزت البروفيسورة المساعدة في علم الوراثة البشرية والمنسقة المشاركة في تخصص علم الوراثة البشرية، والمتخصصة في التشخيص الجزيئي وعلم الوراثة المناعية الدكتورة سيبال مهاوج بين التوأم المتطابق وغير المتطابق.وأشارت في حديث لمنصة "المشهد" أنه يجب التمييز بين للتوأم غير المتطابق أي اللذين ولدا من بويضتين منفصلتين لأنه يكون هناك اختلاف بينهما كأي اختلاف بين الأخوة أما بالنسبة للتوأم المتطابق هنا نتكلم عن بويضة واحدة حيث الشبه كبير.ولفتت إلى أن التوأم المتطابق يتشاركان نفس "الحمض النووي"، علما أنه "في دراسة نشرت عام 2021 وجد أن 15% من المتطابقين لديهم طفرات جينية تختلف".التوأم والأمراضنشير إلى أن إحدى الدراسات ذكرت أن التوأم يتشارك في نفس الأمور الوراثية، مما يعني أنهم قد يكونون عرضة لنفس الأمراض الوراثية. على سبيل المثال، إذا كانت هناك تاريخ عائلي لمرض معين مثل السكري أو السرطان، فقد يكون من الممكن أن يتأثر كلا التوأم بهذه الحالات بنفس الطريقة.بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الظروف البيئية المشتركة على صحة التوائم بنفس الطريقة. على سبيل المثال، إذا كان التوأمان يعيشان في بيئة معينة تتعرض فيها لعوامل خطر مثل التلوث البيئي أو نمط حياة غير صحي، فإنهما قد يواجهان المشاكل الصحية نتيجة لذلك.من جهتها، أشارت مهاوج إلى أن تطابق التوأم يكون من ناحية الجينات.أي أن العوامل الجينية تلعب دورا في هذا الأمر، موضحة أنه "في حال عاش كل فرد من التوأم في بلد مختلف وأصيبا بالسكري فلا بدّ أن ذلك ناتجا عن عوامل وراثية بشكل كبير".وذكرت الطبيبة المتحدثة أن عند الحديث عن داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الربو أو الأمراض المناعية أو الأمراض النفسية فهذه تنتج عن تفاعل بين جينات وعوامل طبيعية كالنظام الغذائي وغيرها.بينا يقول أستاذ علم الأوبئة في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد لوريلي موتشي، في حديث صحفي إن "الخطر العائلي أعلى في التوائم المتطابق من التوائم غير المتطابق، وهذا يعني أنه إذا أصيب أحد التوأم بالسرطان، فإن خطر إصابة الآخر سيكون أعلى إذا كانا متطابقين".للوراثة دور كبيرإذا يشترك التوائم المتماثلة في نفس مجموعة الجينات، مثل جينات الرموش الكثيفة أو الأنف المدبب، بالإضافة إلى الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض. لكن في بعض الأحيان يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي، أو السرطان، أو أي مرض آخر أحد التوأمين دون الآخر. فما السبب؟وفي دراسة حديثة، قام العلماء في جامعة ميشيغان بدراسة 11 زوجاً من التوائم، حيث كان أحد التوأم مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض مناعي ذاتي يدمر الأنسجة المبطنة للمفاصل.ويقول الخبراء إن الوراثة مسؤولة عن نحو 60% من حالات الإصابة بالمرض، في حين أن عوامل أخرى، مثل العدوى أو التعرض للسموم، مسؤولة عن الـ40% المتبقية. وفي دراسة أخرى، تشير الاختلافات المذهلة في معدلات التوافق بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة في جميع هذه الدراسات إلى أن العوامل الوراثية مهمة في التسبب في هذه الأمراض.وبالمحصلة، لا بدّ من اتخاذ كل حالة على حدا، كما تبقى الطرق الوقائية والفحوصات الطبية اللازمة هي الأهم لدى التوأم في حال إصابة أحدهم بمرض ما.(المشهد)