هل سبق أن تناولت مضادات للالتهاب لكن من دون جدوى؟ لست وحدك لأن هذه المشكلة تعدّ من أكبر التهديدات العالمية للصحة العامة. فمقاومة المضادات الحيوية تقوّض الطب وتعرّض حياة الملايين للخطر، وفق ما وصفها الأطباء.في عام 2023، وصفت جهات صحية مقاومة مضادات الميكروبات في الجسم بأنها "أزمة صحية عالمية وشيكة"، لتكشف منظمة الصحة العالمية مطلع هذا العام عن أنها توليها أهمية كبيرة من خلال طرحها في اجتماعات عدة. كما كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن مستويات عالية من المقاومة للبكتيريا، مما يؤدي إلى التهابات في مجرى الدم تهدد الحياة، بالإضافة إلى مقاومة العلاج في العديد من حالات البكتيريا المسببة للعدوى الشائعة في المجتمع بناء على البيانات التي أبلغت عنها 87 دولة في عام 2020.الفرق بين مقاومة المضادات الحيوية ومقاومة مضادات الميكروبات تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتغير البكتيريا كرد فعل لاستخدام الأدوية، وفق ما تشير منظمة الصحة العالمية، فتكتسب البكتيريا، مقاومة للمضادات الحيوية. أما مقاومة مضادات الميكروبات فهو مصطلح أوسع نطاقاً ويشمل مقاومة الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض المعدية التي تسببها الميكروبات الأخرى، مثل الطفيليات (كالملاريا) والفيروسات (كفيروس نقص المناعة البشرية) والفطريات (كالمبيضات)، وفق المصدر عينه.مقاومة المضادات الحيوية"المضاد الحيوي يُستعمل لعلاج العدوى البكتيرية"، وفق ما كشفت الأخصائية في علوم الحياة والكيمياء والعاملة في قطاع الأدوية جوزيت راضي لمنصة "المشهد". ما يعني أن المضادات الحيوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، أما مقاومة المضادات الحيوية تحدث عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية. ودقت ناقوس الخطر قائلة إن "مقاومة المضادات الحيوية تزيد بطريقة سريعة جدا ومقلقة".والمشكلة الرئيسية هي أن المضادات الحيوية غالبًا ما يتم الإفراط في استخدامها أو إساءة استخدامها لمكافحة العدوى لدى البشر والحيوانات والنباتات الأخرى، وفق خبراء طبيين. بالتالي يمكن للبكتيريا تطوير مقاومة للأدوية من خلال طفرات الحمض النووي التي تغير جدار الخلية البكتيرية بحيث لا تعمل المضادات الحيوية، أو التي تمنح القدرة على تحطيم المضادات الحيوية أو ضخها خارج الخلايا.ارتفاع وفيات مقاومة المضادات الحيوية وما يجعل هذه المشكلة خطرا كبيرا على الصحة هي ارتفاع نسبة الوفيات عالميا، حيث أكدت الأخصائية أن نسبة الوفيات نتيجة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ارتفعت عالميا. وذكرت أن لمقاومة المضادات الحيوية مشاكل صحية مختلفة مثل ارتفاع تكلفة العلاج الطبي، ارتفاع كلفة الاستشفاء بسبب بقاء المريض لفترة أطول في المستشفى، آثار نفسية سلبية للمريض وعائلته، والأخطر هي الوفاة.أكبر تهديد صحي لعام 2024بالتالي، تعد الالتهابات البكتيرية التي لا تستجيب للعلاج سببًا رئيسيًا للوفاة في جميع أنحاء العالم.ووجدت دراسة أن مقاومة مضادات الميكروبات البكتيرية لعبت دورا في ما يقدر بنحو 4.95 مليون حالة وفاة على مستوى العالم، بما في ذلك 1.27 مليون حالة وفاة ناجمة بشكل مباشر عن العدوى المقاومة ما يجعلها السبب الرئيس الثالث للوفاة في جميع أنحاء العالمولفتت راضي إلى أنه في سبتمبر 2024 ستكون هذه المشكلة الصحية محور تركيز رئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيتم دعوة القطاعات (الأطباء، الصيادلة، صنّاع الطعام، عناية الحيوانات والبيئة) للتعاون لمحاربة هذه المشكلة بطريقة مدروسة مع تقوية طرق الوقاية بتخفيف الالتهاباتوأكدت أهمية الاستثمار لتطوير أدوية وعقاقير جديدة مضادة للميكروبات.وذكرت أن كورونا علمت القطاعات الصحية أن العالم صغير ومرتبط اقتصاديا واجتماعيا وصحيا، ففي حال وقعت مشكلة في بلد ما فقد تطال العالم. كيف نخفف من مقاومة المضادات؟ وسط كلّ هذه المخاطر الصحية، لا يزال ممكنا التخفيف من مقاومة المضاد الحيوي من خلال طرق عدة، أبرزها وفق راضي:عدم تناول المضادات الحيوية الا بناء على وصفة طبية.الالتزام بالمعايير العالمية الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية.تفادي العدوى بالتعقيم والنظافة وعدم مخالطة مرضى.الالتزام بالتعقيم عند تحضير الطعام..عدم مشاركة المضادات الحيوية المتبقية مع آخرين ما يضر بالعلاج.الحصول على اللقاحات اللازمة.إكمال العلاج وعدم إيقافه بعد اختفاء الأعراض.(المشهد)