تشير دراسة جديدة إلى أن صحة الأم خلال الحمل لا تؤثر بشكل كبير على خطر إصابة طفلها بالتوحّد.على الرغم من أن العديد من الدراسات السابقة أشارت إلى وجود صلة بين صحة الأم والتوحّد، يؤكد الباحثون أن معظم هذه الارتباطات يمكن تفسيرها بعوامل خطر أخرى، مثل الجينات، والتعرّض للتلوث، وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وغيرها.وقالت الباحثة الرئيسية، ماغدالينا يانيكا، أستاذة مساعدة في طب نفس الأطفال والمراهقين في كلية الطب بجامعة نيويورك غروسمان وفق موقع "هيلث داي":تُظهر دراستنا أنه لا يوجد دليل مقنع على أن أيًا من هذه التشخيصات لدى الأم يمكن أن يسبب التوحّد.تشعر العديد من الأمهات اللواتي لديهن أطفال مصابون بالتوحّد بالذنب، معتقدات أنهن ارتكبن خطأ أثناء الحمل، وهذا أمر مؤلم. أعتقد أن إثبات أن هذه العوامل لا تسبب التوحّد أمر مهم، وقد يساعد في إيجاد طرق أكثر فعالية لدعم الأطفال المصابين بالتوحّد وعائلاتهم.لإجراء الدراسة، قام الباحثون بتحليل أكثر من 1.1 مليون حالة حمل بين 600,000 أم مسجلة في السجل الوطني في الدنمارك.استخدم الفريق السجلات الطبية لفحص أكثر من 1,700 تشخيص مختلف لدى الأمهات، ثم قاموا بتعديل النتائج بناءً على عوامل صحية قد تفسّر الارتباط الظاهري بين صحة الأم أثناء الحمل وخطر إصابة الطفل بالتوحّد.دراسة واسعةوقال الباحث الرئيسي، الدكتور فاهيه خاتشادوريان، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة نيويورك غروسمان: "نعتقد أن دراستنا هي الأولى التي تفحص بشكل شامل التاريخ الطبي الكامل للأم، وتستكشف مجموعة واسعة من الارتباطات المحتملة، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المتزامنة والمتداخلة."ووجد الفريق أن 30 تشخيصًا للأمهات كانت لا تزال مرتبطة إحصائيًا بالتوحّد لدى الأطفال. على سبيل المثال، بدا أن مرض السكري يزيد من خطر التوحّد بنسبة 19%، والاكتئاب بنسبة 49%.ولكن عندما قارن الباحثون الأطفال المصابين بالتوحّد بإخوتهم، وجدوا أن المشكلات الصحية لدى الأم تزامنت مع التوحّد بدلًا من أن تكون سببًا له.على سبيل المثال، أشار الباحثون إلى أن الجينات المرتبطة بالاكتئاب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتوحّد، مما يعني أن المرأة التي تعاني الاكتئاب أثناء الحمل قد تشترك في الجينات مع طفلها، والتي قد تسبب كلًا من الاكتئاب والتوحّد، بدلًا من أن يكون الاكتئاب سببًا في حدوث التوحّد لدى الجنين.وبعد أخذ هذه العوامل العائلية في الاعتبار، وجد الباحثون أن التشخيص الوحيد للأمهات الذي ظل مرتبطًا بالتوحّد كان المضاعفات المتعلقة بالجنين أثناء الحمل.وقالت يانيكا: "نعتقد أن هذه التشخيصات الجنينية لا تسبب التوحّد، لكنها قد تكون علامات مبكرة عليه".ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الاختبار على مجموعات سكانية أخرى، للتأكد من أن صحة الأم لا تؤثر على خطر الإصابة بالتوحّد.(ترجمات)