في عام 2024، شهدت أوروبا وفاة 10 أشخاص بسبب الحصبة، بينما واجهت الولايات المتحدة عدة فاشيات رئيسية للمرض. كما انتشرت إنفلونزا الطيور بين قطعان الأبقار الحلوب في 17 ولاية أميركية، من كارولاينا الشمالية إلى كاليفورنيا، وسُجلت مؤخرًا حالات إصابة بين القطط. حتى الآن، لا يزال الفيروس غير قادر على الانتقال بين البشر، لكنه يمكن أن ينتقل من البشر إلى الحيوانات.كورونا حاضرعلى الصعيد العالمي، لا يزال كوفيد-19 يحصد أرواح ما بين 500 و1000 شخص أسبوعيًا. وخلال فصل الشتاء، تأثرت أنظمة الرعاية الصحية في معظم الدول المتقدمة بسبب مزيج من الإنفلونزا، والفيروس التنفسي المخلوي (RSV)، وكوفيد، مما أدى إلى زيادة معدلات دخول المستشفيات والوفيات. رغم التطور الطبي، لا نملك سيطرة حقيقية على هذه الأمراض.على مدار الستين عامًا الماضية، شهد العالم 4 أوبئة كبرى: الإنفلونزا التي تسببت في وفاة مليون شخص بين عامي 1968 و1969.سارس-1 الذي أودى بحياة 774 شخصًا عام 2002.كوفيد-19 الذي أسفر عن 7 ملايين وفاة منذ عام 2021. فيروس إم بي أوكس الذي خلف 280 قتيلًا منذ عام 2022. مع ذلك، لا يبدو أننا أكثر استعدادًا للوباء المقبل، وفق موقع "ميديكال إكسبرس".الأمراض التي يمكن السيطرة عليها لا تزال تُشكّل تهديدًا. فقد سُجّلت حالات شلل الأطفال في غزة ونيويورك، رغم أنه كان مرضًا على وشك الاختفاء. كما يُدخل الأطفال إلى المستشفيات يوميًا بسبب الحصبة في الدول المتقدمة، حيث يعاني بعضهم من مضاعفات خطيرة تصل إلى تلف الدماغ أو الوفاة، نتيجة انخفاض معدلات التطعيم.اللقاحاتالتطعيم ليس جديدًا؛ فقد أدخل كوتون ماثر والسيدة ماري وورتلي مونتاغو لقاح الجدري إلى الغرب عام 1721، رغم الجدل حول مخاطره وأخلاقيته. ومنذ ذلك الحين، ظلّت الحجج المناهضة للقاحات تتفوق على الأدلة العلمية لفائدتها، مما حال دون السيطرة التامة على أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. ورغم وجود آثار جانبية للقاحات، فإنها أقل خطورة بكثير من الأمراض نفسها، وتتم مراقبة سلامتها عن كثب.خلال جائحة كوفيد، تعرض بعض الأشخاص الذين ارتدوا الكمامات في الأماكن العامة للمضايقة، بينما أثارت إجراءات الإغلاق والقيود على التنقل جدلًا واسعًا. ومع ذلك، هناك أدلة واضحة على فعالية هذه التدابير في الحد من انتشار الفيروس، مما ساهم في إنقاذ الأرواح ودعم استقرار الاقتصادات.كما نجحت استراتيجيات الصحة العامة في احتواء سارس-1 بفضل استجابة سريعة من الحكومات والفرق الطبية، من خلال فرض قيود صارمة على الحركة، وهي نفس الأساليب التي ساعدت في السيطرة على تفشيات أخرى. لكن في حالات مثل إم بي أوكس وكوفيد، كانت الاستجابة العالمية بطيئة وضعيفة التمويل، مما جعلها عرضة للاستغلال السياسي.كما انتشرت معلومات مضللة خلال الجائحة، حيث استغل البعض الأزمة لبيع علاجات غير فعالة مثل المبيض وهيدروكسي كلوروكين وإيفرمكتين، إلى جانب الترويج لنظريات مؤامرة حول أصل الفيروس واللقاحات. وقد أدى ذلك إلى صعوبة إيصال رسائل الصحة العامة، خاصة للمجتمعات المهمشة مثل المهاجرين والفقراء.جائحة جديدةمع تزايد المخاوف من احتمال تفشي جائحة إنفلونزا الطيور، هناك حاجة ماسة لوضع خطط استجابة مرنة لأي تهديد صحي جديد. ومع ذلك، فإن النزاعات السياسية والتحديات العالمية تعيق هذه الجهود، مما يضعف قدرة المؤسسات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، والتي تواجه تهديدات بتقليص التمويل وإعادة الهيكلة، فضلًا عن خطط الأرجنتين للانسحاب من منظمة الصحة العالمية.لتعزيز قدرة العالم على مواجهة الأوبئة، من الضروري دعم الصحة العامة العالمية، وتوفير الموارد اللازمة لمنع انتشار الأمراض والسيطرة عليها بفعالية.(ترجمات)