"فقر الدم كان شائعاً بين الأطفال المصريين القدماء"، هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة نُشرت مؤخرا في المجلة الدولية لعلم الآثار، لافتة إلى أنه قد يكون ناتجا عن عوامل مثل سوء التغذية والالتهابات الطفيلية والاضطرابات الوراثية.وفي الدراسة، أخضع الباحثون بقايا عدد من المومياوات المحنطة لأطفال من مصر القديمة، في متاحف ألمانية وإيطالية وسويسرية، ليجدوا أنّ 7 من أصل 21 مومياء أطفال كانت بها علامات فقر الدم.هذه المشكلة الصحية، لا تزال منتشرة أيامنا هذه بشكل كبير، فهي تؤثر على ما يقدر بثلث سكان العالم.وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أنّ 40% من الأطفال البالغين من العمر من 6 أشهر إلى 59 شهرا، و37% من النساء الحوامل، و30% من النساء البالغات من 15 إلى 49 عاما من العمر، في العالم يعانون فقر الدم. ما هو فقر الدم؟ وأوضح اختصاصي الطب العام الدكتور روجيه عيسى لمنصة "المشهد"، أنّ "فقر الدم يعني أنّ عدد الكريات الحمراء في الدم قليلة".ونشير إلى أنّ خلايا الدم الحمراء تحمل الأكسجين إلى أنحاء الجسم، بدوره يقوم الأكسجين بتشغيل الخلايا ويمنح الطاقة.وعن أسباب هذه المشكلة الصحية، يُعتبر النظام الغذائي السيّئ هو المسبّب لفقر الدم.وهنا، ذكر الطبيب أنّ أسباب فقر الدم "متعددة"، لكنّ أبرزها هي "ضعف فيتامين ب12 أو حامض الفوليك أو الحديد في الجسم". وتابع أنّ "أسبابا أخرى ممكن أن تقف خلف فقر الدم، مثل في حالات خسارة كمية كبيرة من الدم، أو عند المعاناة من نزيف قوي أو خلال الدورة الشهرية". ولفت إلى أنّ من الأسباب أيضا عدم امتصاص الجسم كمية كافية من الحديد، أو عدم تناول كمية كافية من الغذاء الصحي الذي يحتاجه الجسم للعمل. أعراض فقر الدم التعب هو العارض الشهير المرتبط بفقر الدم، لكن قد يضاف إليه أعراض أخرى، وهي وفق عيسى وتشمل: الإرهاق الشديد.ضيق النفس.الجلد الباهت.دقات قلب سريعة.الدوران.تساقط الشعر.برودة الأطراف.ألم بالصدر.وصحيح أنّ الأعراض مزعجة لكنّ علاجها قد لا يكون صعبا، فذكر المتحدث هنا أنه يمكن اللجوء لتناول غذاء غني باللحوم والبروتين والخضار والفواكه، بالإضافة إلى تناول مكمّلات غذائية تحتوي على الحديد وحامض الفوليك وب12، بالإضافة إلى علاج مشكلة النزيف القوي والتخفيف من حدّة الدورة الشهرية.هل يمكن الشفاء من فقر الدم؟الخبر السارّ هنا، هو أنه يمكن الشفاء من فقر الدم.وفي هذا الإطار، أشار عيسى إلى أنّ "فقر الدم يُشفى منه الإنسان بعد الخضوع للعلاج المناسب لحالته، ومن خلال تناول غذاء متنوع وغني بالفواكه".عوامل الخطرولا بدّ من الإشارة إلى أنّ فقر الدم ممكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس والأعراق. ومع ذلك، فإنّ العوامل التالية تزيد من خطر إصابة الشخص بنوع من الحالة، وفق "ميديكال نيوز توداي":الولادة قبل الأوان.الحمل والولادة.اتّباع نظام غذائي منخفض في الفيتامينات والمعادن والحديد.تناول الأدوية التي تسبب التهاب بطانة المعدة، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.وجود تاريخ عائلي من فقر الدم الوراثي.الإصابة باضطراب معوي يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.فقدان الدم.الإصابة بمرض مزمن مثل الإيدز أو مرض السكري أو أمراض الكلى أو السرطان، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو قصور القلب أو أمراض الكبد.(المشهد)