ما هو عمرك الحقيقي؟.. اسأل هرموناتك

العمر الزمني أي عدد السنوات منذ الولادة
العمر الزمني أي عدد السنوات منذ الولادة
verticalLine
fontSize

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أوساكا أن الهرمونات الستيرويدية التي تجري في مجرى الدم يمكن أن تكشف عمرنا البيولوجي الحقيقي، والذي قد يختلف عن عمرنا الزمني الفعلي.

ونشرت الدراسة في مجلة "Science Advances"، حيث استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل عينات الدم وتحديد العمر البيولوجي الفعلي للجسم. هذه النتائج قد تغير طريقة تشخيص الأطباء للأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، كما يمكن أن تساعد في فهم أسباب تفاوت معدلات الشيخوخة بين الأفراد.

العمر الزمني، أي عدد السنوات منذ الولادة، لا يعكس دائمًا مدى "شيخوخة" الجسم. لطالما اشتبه العلماء في أن معدل الشيخوخة يختلف من شخص لآخر، حيث قد يبدو شخصان في الخمسين من العمر بصحة مختلفة تمامًا بناءً على جيناتهم، نمط حياتهم، وبيئتهم. المشكلة كانت في العثور على مؤشرات موثوقة تعكس هذه الفروق بدقة.

الهرمونات كمؤشرات رئيسية للشيخوخة

يقول الدكتور كيوي وانغ، المؤلف المشارك الأول للدراسة "تعتمد أجسامنا على الهرمونات للحفاظ على التوازن، لذا فكرنا: لماذا لا نستخدمها كمؤشرات رئيسية للشيخوخة؟".

وجد الباحثون أن هرمونات التوتر، وخصوصا الكورتيزول، ترتبط بشدة بالشيخوخة. إذا شعرت يومًا أن التوتر يجعلك تتقدم في العمر، فإن هذه الدراسة تؤكد أنك قد تكون محقًا!

واعتمد الباحثون على 5 قطرات دم فقط من 148 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و73 عامًا، وقاموا بقياس 22 نوعًا مختلفًا من الهرمونات الستيرويدية باستخدام تقنية متقدمة تُعرف باسم التحليل الكروماتوغرافي السائل المزود بمطياف الكتلة المزدوج.

كان الكورتيزول المؤشر الأقوى على العمر البيولوجي للجميع، حيث عند تضاعف مستوياته، زاد العمر البيولوجي المتوقع بمقدار 1.5 مرة.

ويقول البروفيسور توشيفومي تاكاو، خبير الكيمياء التحليلية: غالبًا ما يُناقش التوتر بعبارات عامة، لكن نتائجنا تقدم دليلًا ملموسًا على تأثيره القابل للقياس على الشيخوخة البيولوجية".

اختلافات بين الرجال والنساء في الشيخوخة

بالنسبة للنساء، كانت هناك هرمونات أخرى مرتبطة بشدة بالشيخوخة، مثل 17α-هيدروكسي بروجستيرون، الكورتيزون، 11-ديوكسي كورتيزول، وتيتراهيدروكورتيزول.

أما عند الرجال، فكانت البريغنينولون والتستوستيرون من العوامل الرئيسية في عملية الشيخوخة.

يمكن لهذه النتائج أن تؤدي إلى رعاية صحية أكثر تخصيصًا، حيث قد يتمكن الأطباء من الكشف عن الشيخوخة المبكرة قبل ظهور الأعراض وتقديم علاجات موجهة.

كما حللت الدراسة تأثير نمط الحياة على الشيخوخة:

  • الرجال المدخنون أظهروا شيخوخة أسرع من غير المدخنين.
  • النساء المدخنات لم يُظهرن نفس التسارع.

يعتقد الباحثون أن السبب قد يكون أن الرجال المدخنين في الدراسة كانوا يدخنون بكثافة أكبر، أو أن هناك عوامل أخرى عند النساء، مثل النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة، خففت من تأثير التدخين.

هل يمكن إبطاء الشيخوخة؟ 

تشير الدراسات المستقبلية إلى إمكانية تعديل مستويات الهرمونات من خلال الأدوية، أو تغييرات في نمط الحياة، أو تقليل التوتر لإبطاء الشيخوخة البيولوجية.

بفضل التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي والأبحاث الطبية الحيوية، أصبح قياس الشيخوخة البيولوجية بدقة، وربما حتى إبطاؤها، أقرب إلى الواقع. حتى ذلك الحين، تُذكرنا هذه الدراسة بأن الشيخوخة ليست مجرد مسألة عدد السنوات، بل عملية بيولوجية معقدة تتأثر بهرموناتنا وخيارات حياتنا، خاصة بمقدار التوتر الذي نحمله معنا.

(ترجمات)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.