فقدان شخص قريب يسبب الحزن الشديد وحتى المرض، وأيضا ألم القلب وهذا ما يسمى متلازمة "القلب المكسور". فهل يمكن أن تؤدي إلى الموت؟نشير بداية إلى أن الأدرينالين هو الهرمون المسؤول عن تحضير استجابة "الهروب أو القتال" في أجسامنا. يتم إطلاقه لتحضيرنا للمواقف العصيبة أو الخطيرة من خلال إثارة مجموعة من الاستجابات الفسيولوجية، بما في ذلك معدل ضربات القلب المتسارعة وارتفاع ضغط الدم.وأوضحت طبيبة القلب سيان هاردينج لـ"نيوزويك" أن:ما يحدث عندما تتعرض لحزن هو أن الأدرينالين يرتفع بسرعة كبيرة، ويمكن أن يزعج ذلك الإيقاع الطبيعي لقلبك. يصبح القلب مفرط التحفيز ويبدأ في النبض بسرعة كبيرة جدًا لدرجة أنه يفقد إيقاعه. وبالتالي، فإن بعض الأجزاء تنبض في اتجاه واحد، وبعضها ينبض في الاتجاه الآخر. ونتيجة لهذا، لا تضخ أي دم.بدون إزالة الرجفان السريع، يمكن أن تكون هذه الاستجابة مميتة. وهي لا تشمل فترات الحزن فقط. فقالت هاردينج: "أشياء مثل الرياضة يمكن أن تسبب هذا أيضًا. وترى ذلك مع الرياضيين الذين يسقطون ميتين على أرض الملعب، وحتى الأشخاص الذين يشاهدون المباريات".القلب المكسورومع ذلك، بصرف النظر عن هذه الاستجابة العامة لمستويات عالية من الأدرينالين، فإن فقدان أحد الأحباء يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إضعاف مفاجئ لجزء من عضلة القلب. يمكن الخلط بين متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية في كثير من الأحيان. ومع ذلك، عندما تنظر عن كثب، فإن الحالة مختلفة تمامًا.وذكرت هاردينج: "تحدث متلازمة القلب المكسور في الغالب لدى النساء في سن اليأس، وغالبًا ما لا يعرف الناس أنهم مصابون بها".وتابعت: "يعانين من أعراض النوبة القلبية، ومن ألم في الصدر، وتغيرات كهربائية، وعلامات الدم. ولكن عندما يتم تصوير قلبهن، لا يعانين من أي انسداد في الأوعية الدموية كما هو متوقع في حالة النوبة القلبية. بدلاً من ذلك، يعانين من هذه الظاهرة الغريبة (القلب المكسور) للغاية حيث ينبض جزء من القلب بقوة شديدة، ولكن الجزء السفلي من القلب يكون مشلولا تقريبًا".أضافت هاردينج أن هذه الحالة نادرة إلى حد ما، إذ تصيب نحو 3% من الذين يأتون إلى المستشفى معتقدين أنهم أصيبوا بنوبة قلبية. وقالت: "ترتبط هذه الحالة بالوفاة، إذ يموت نحو 5% من الناس بسببها. لكننا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن هذه الحالة تشل القلب لمنعه من الإصابة باضطرابات نظم القلب، وبالتالي فهي تحميه جزئيًا".وأكملت: "لا تؤثر هذه الحالة على الأشخاص الذين فقدوا أحد أحبائهم مؤخرًا فحسب، بل قد تنتج أيضًا عن الخوف الشديد أو الغضب أو المفاجأة أو الضغوط الجسدية مثل النوبات".تقليل مخاطر القلب المكسورهناك تغييرات صغيرة في نمط الحياة يمكنك إجراؤها لتحسين صحة قلبك، وتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة بعد فقدان أحد الأحباء، أو أحداث مرهقة مماثلة.ممارسة الرياضة أو التمارين التي تفضلها.قلل من التوتر - سواء أكان ذلك من خلال العمل أم الحياة المنزلية، من المهم أن تتعلم كيفية إدارة مستويات التوتر لديك حتى تكون مجهزًا بجميع الأدوات التي تحتاجها عندما تكون في فترة أزمة. قد يكون للقلق المستمر أيضًا تأثير ضار على القلب.تناول الطعام الصحي مع تقليل تناول الملح، وتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات.تحدث إلى الآخرين، فقد ثبت أن التفاعلات الاجتماعية مفيدة لصحتنا بشكل عام، وبناء مجموعة دعم حولك سيساعدك في فترات الحزن أو الصدمة.(ترجمات)