على الرغم من مواجهة أعداد قياسية من التحديات الصحية المرتبطة بالمناخ، والأزمات الناجمة عن الصراعات الجديدة والمتوسعة، واصل الملايين من العاملين في مجال الصحة والرعاية سعيهم لحماية المزيد من الناس من المرض والمعاناة، مع منح الجميع في كل مكان أفضل فرصة ممكنة لحياة آمنة وصحية، وفق منظمة الصحة العالمية.فما هي أبرز الأحداث الصحية العالمية التي أعطت الأمل في عام 2023؟القضاء على الأمراضكان عام 2023 عامًا قياسيًا في القضاء على الأمراض، حيث تمكنت العديد من البلدان من القضاء على الأمراض المعدية بفضل الجهود الوطنية، والعمل التعاونيّ من جانب البلدان والشركاء الصحّيين في جميع أنحاء العالم.في شهر مارس، صادقت منظمة الصحة العالمية على خلوّ أذربيجان وطاجيكستان من الملاريا.أصبحت مصر الدولة الأولى في العالم تحصل على وضع "الطبقة الذهبية" على طريق القضاء على التهاب الكبد الوبائي سي.في يناير، نجحت غانا في القضاء على داء المثقبيات الإفريقيّ البشريّ الغامبي.في مايو، تمكنت بنين ومالي من القضاء على مرض التراخوما، وهو السبب المعدي الرئيس للعمى في جميع أنحاء العالم. نجحت بنغلاديش وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية في القضاء على داء الفيلاريات اللمفاوية باعتباره مصدر قلق للصحة العامة. دخلت بنغلادش التاريخ كأول دولة تقضي على اثنين من أمراض المناطق المدارية المهملة في العام نفسه. وفي إنجاز تاريخي، أصبحت بنغلاديش أيضًا أول دولة في العالم يتمّ التحقق رسميًا من القضاء على الكالازار. الكالازار (داء الليشمانيات الحشوي) هو مرض يهدد الحياة، وينتقل عن طريق ذبابة الرمل، وإذا تُرك من دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في أكثر من 95% من الحالات.توصيل اللّقاحاتفي 5 مايو 2023، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، انتهاء مرض كوفيد-19 باعتباره حالة طوارئ صحية عالمية. وشدد على أنّ هذا الإعلان لا يعني أنّ كوفيد-19 لم يعد يشكل تهديدًا للصحة العالمية، بل إنّ الوقت قد حان لكي تنتقل البلدان من وضع الطوارئ إلى إدارة كوفيد-19 إلى جانب الأمراض المعدية الأخرى.واعتبارًا من نوفمبر 2023، تلقّى 72% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19، مع إعطاء 13.6 مليار جرعة في جميع أنحاء العالم، ما منع الإصابة بأمراض خطيرة ودخول ملايين الأشخاص إلى المستشفى.ومن المعالم المهمة الأخرى خلال العام توصية منظمة الصحة العالمية بإنتاج لقاح جديد للوقاية من الملاريا، ما يوفر الأمل في تعزيز الوقاية من الملاريا، وإنقاذ مئات الآلاف من أرواح الشباب في الإقليم الإفريقي. يوجد الآن لقاحان منقذان للحياة ثبت أنهما آمنان وفاعلان في الوقاية من الملاريا لدى الأطفال.وبالإضافة إلى ذلك، تمت التوصية بإدخال لقاح جديد لحمى الضنك في الأماكن التي تعاني ارتفاع عبء المرض. ويمنح اللقاح الجديد الأمل في مكافحة العدوى التي تنتقل عن طريق البعوض، والتي يقدّر أن نصف سكان العالم معرضون للخطر.لا تزال النساء الفقيرات والمهمّشات يتأثرن بشكل غير متناسب بسرطان عنق الرحم، ولكن هناك سبب للتفاؤل بإحراز تقدم قويّ في التطعيم ضدّ فيروس الورم الحليميّ البشري.الوقاية والاستجابة لحالات الطوارئبدأ العام باستجابة منظمة الصحة العالمية لزلزال كبير ضرب تركيا وسوريا، وانتهى بالحرب المروّعة في غزة. وفي هذه الأثناء، شهد العالم العديد من الأزمات الأخرى، والصراعات، والتهديد المستمر المتمثل في تفشّي الأمراض وتغيّر المناخ.وفي عام 2023، حدد الفريق نحو 750 إشارة للتحليل والمناقشة المتعمقة، وطلب من البلدان تقديم مزيد من المعلومات وأبلغ الحكومات والشركاء الذين يحتاجون إلى الانضمام إلى الاستجابة. وهذه هي إحدى الطرق التي تتبعها منظمة الصحة العالمية لرصد وتحفيز العمل للحدّ من التهديدات التي تهدد الصحة العامة، للحفاظ على سلامة الجميع.وفي هذا العام، استجابت منظمة الصحة العالمية لـ 65 حالة طوارئ، بما في ذلك 22 حالة جديدة.شهدت دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي وميانمار والسودان وأوكرانيا وغيرها تفاقم الصراع وانعدام الأمن. في هذه البلدان، حشدت منظمة الصحة العالمية جهودها لمنع تفشي الأمراض المعدية واكتشافها والاستجابة لها، وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.التأكد من قدرة المستشفيات على القيام بكل شيء، بدءًا من ولادة الأطفال حديثي الولادة وحتى علاج إصابات الحرب، العاملين في مجال الرعاية الصحية المدربين، توفير الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، وعملوا على تمكين - وتعزيز القدرات المختبرية لتشخيص الأمراض - حيثما أمكن ذلك. وضع الصحة في قلب العمل المناخيوفي سابقة تاريخية، استضاف منظمو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) يومًا صحيًا مخصصًا استجابة للأزمة الصحية المرتبطة بالمناخ، والتي تؤثر على ما لا يقلّ عن 3.5 مليار شخص - ما يقرب من نصف سكان العالم. تسببت الحرارة الشديدة والظواهر الجوية وتلوث الهواء في وفاة الملايين في عام 2023، ما فرض ضغوطًا هائلة على الأنظمة الصحية والقوى العاملة.تم التوقيع على إعلان الإمارات العربية المتحدة الجديد بشأن المناخ والصحة (COP28) من قبل أكثر من 130 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ. ويدعو الإعلان إلى زيادة سريعة في الالتزامات السياسية والمالية، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الناس من الآثار الصحية المدمرة لأزمة المناخ.حماية الناس من الأمراض غير السارية وخلال العام، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ 5.6 مليار شخص - 71% من سكان العالم - يتمتعون الآن بالحماية بفضل سياسة واحدة على الأقل من أفضل ممارسات منظمة الصحة العالمية للمساعدة في إنقاذ الأرواح من التبغ. وهذا يزيد بخمسة أضعاف عما كان عليه في عام 2007. وفي السنوات الخمس عشرة التي تلت تطبيق تدابير MPOWER لمكافحة التبغ التابعة لمنظمة الصحة العالمية على مستوى العالم، انخفضت معدلات التدخين وأصبح لدى نحو 40% من البلدان الآن، أماكن عامة داخلية خالية من التدخين.أصبحت موريشيوس هذا العام الدولة الأولى في إفريقيا، وهولندا الدولة الأولى في أوروبا، التي تطبّق الحزمة الكاملة لسياسات منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ على أعلى مستوى ممكن، لتنضم بذلك إلى دولتين أخريين فقط، هما البرازيل وتركيا، اللتان حقّقتا الهدف عينه.(ترجمات)