في كل منزل توجد "صيدلية صغيرة" يلجأ إليها الأفراد عند المرض عوضا عن الذهاب في كل مرة إلى الصيدلية لشراء الدواء. وأكثر ما قد تضمّه هذه الصيدليات المنزلية هي الأدوية المسكنة للألم، والمضادات الحيوية، وأدوية الأمراض المزمنة في حال وُجد مصابين بها.أرقام صادمة من موريتانيا وقبل موضوع الأدوية التي تتواجد في المنزل لسنوات طويلة، لا بد من أن الإشارة إلى الأرقام الصادمة الصادرة عن مفتشية الصيدلة في موريتانيا عقب تفتيش 1256 مركزا في البلاد.وسجلت موريتانيا 437 مخالفة في 346 منشأة صيدلية، ومن بين المخالفات:49 مخالفة متعلقة بوجود أدوية منتهية الصلاحية وسُحبت الأدوية. 138 مخالفة متعلقة بعدم كتابة الأسعار أو زيادتها. 54 مخالفة متعلقة بوجود أدوية مجهولة المصدر وسُحبت الأدوية. 20 مخالفة بسبب عدم صلاحية الرخصة. 5 مخالفات بسبب عدم ملاءمة المحل لشروط التخزين. هذه المخالفات تلقي الضوء على أهمية المراقبة الصحية المنتظمة للأدوية في الصيدليات التي تقوم بها السلطات الصحية في كلّ دولة، لكن ماذا عن الأدوية منتهية الصلاحية التي قد تتواجد أيضا في المنازل؟انتهاء صلاحية الدواء يفيد تاريخ انتهاء الصلاحية بأنه لا يجب تناول الدواء بعد نهاية المدة المحددة على العلبة المخصصة له. على سبيل المثال، إذا كان تاريخ انتهاء الصلاحية هو مايو 2022، فلا يجب أن تتناول الدواء بعد 31 مايو 2022. ويكون تاريخ انتهاء الصلاحية مطبوعا على الملصق أو مختوما على الزجاجة أو الكرتونة المخصصة للدواء، وذلك بعد كلمة "EXP". وفي "صيدلية المنزل" من الطبيعي أن تبقى أدوية منذ عام إلى آخر من دون استعمال، فما مصيرها؟ وهل هي خطرة على الصحة؟يوضح الطبيب العام جوزيف خوري في تصريحات لمنصة"المشهد" أن "تاريخ انتهاء صلاحية الدواء يعني أن المادة الطبية فيه فقدت فعاليتها"، أي أن الدواء يفقد القدرة على علاجه الألم مثلا أو أي مرض آخر.لكنه طمأن أنه "ليس من الضروري أن يؤدي تناول دواء منتهي الصلاحية إلى تسمم المريض ومخاطر صحية كبيرة، إنما المشكلة الأبرز هي غياب فعالية الدواء". من جهة أخرى، أظهرت دراسات أن أدوية عدة لا تفقد فاعليتها فور مرور تاريخ الانتهاء، فيجيب خوري هنا جازما: "من الأفضل عدم تناولها بعد الفترة المحددة لها".أدوية قصيرة المدى وتختلف صلاحية الأدوية بين واحد وآخر وفق خوري، الذي يشير إلى أنه عند تعرض أدوية السعال وقطران العيون إلى الهواء عقب فتحها "فالأفضل عدم استعمالها بعد مدة شهرين" من فتح الحاوية للمرة الأولى خوفا من نمو البكتيريا. بينما لا يختلف تاريخ انتهاء الحبوب والكبسولات عن الذي تجده على علبة الدواء. ونصح الدكتور خوري بحفظ الأدوية بالطريقة الصحيحة والآمنة أي: بعيدة عن أشعة الشمس والرطوبة.بعيدة عن متناول الأطفال.حفظ الوقت الذي فُتح فيه الدواء للمرة الأولى. بشكل عام، يُفضّل استخدام الأدوية قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها فقط للحفاظ على فعاليتها في علاج الأمراض والفيروسات، كما أن العودة إلى مقدم الرعاية الصحية تُعد الخطوة الأولى والأساس قبل تناول أي دواء.(المشهد)