ضغط العمل، وغياب الدعم والمكافحة، وغياب فرص التقدم، كلها عوامل تسبب الإزعاج للموظفين، وقد تكون بداية لإصابتهم بمشاكل نفسية كالقلق وصولا للاكتئاب.وهذا فعلًا ما كشفته دراسة حديثة، حيث وجدت علاقة بين ظروف العمل المكثفة خلال جائحة كوفيد-19، وتفاقم التوتر والإرهاق بين الممرضات، ما أدى لترك العديد منهنّ وظائفهن.وكشفت الباحثون وفق موقع "ميديكال إكسبرس" المتخصص بالأبحاث، أنّ:هناك تداخل كبير بين الاكتئاب والإرهاق المهني، حيث يجسد كل منهما مشاعر التعب ونقص الطاقة.من المحتمل أنّ العديد من الممرضات اللواتي أبلغن عن أعراض الاكتئاب، كنّ في الواقع يعانين الإرهاق من أعباء العمل المرتفعة، وساعات العمل الطويلة. وقالت الأستاذة المساعدة في كلية التمريض بجامعة نيويورك، وكبيرة مؤلفي الدراسة إيمي ويتكوسكي ستيمبفيل، إنه "بعد انتهاء الوباء، أصبحت الصحة العقلية للعاملين في مجال الرعاية الصحية في مقدمة أولوياتنا". وتابعت، "تشير النتائج التي توصلنا إليها، إلى أنّ التركيز على الدعم التنظيميّ والصحة العقلية، يمكن أن يحسن رفاهية الممرضات ويزيد من فرص بقائهنّ في وظائفهن."الصحة النفسية في العملووفق منظمة الصحة العالمية، نحو 60% من سكان العالم يعملون، ولكل العاملين الحق في بيئة عمل آمنة وصحية. لا تعدّ بيئات العمل الآمنة والصحية أساسية فقط، بل هي أيضًا تساهم في تقليل التوتر والنزاعات في العمل، وتحسين بقاء الموظفين وأدائهم وإنتاجيتهم. في المقابل، يمكن أن يؤدي نقص توزيع المهام والدعم في العمل، إلى تأثير سلبيّ على قدرتهم على الاستمتاع بعملهم وأدائه بشكل جيد.وتُعزى المخاطر على الصحة النفسية في العمل، والتي تُعرف أيضًا بالمخاطر النفسية والاجتماعية، إلى مجموعة متنوعة من العوامل المتعلقة بالوظيفة أو بيئة العمل.، تشمل هذه العوامل:متطلبات الوظيفة أو الجدول الزمنيّ للعمل.الخصائص المحددة لمكان العمل.فرص التطور الوظيفي.أما المخاطر النفسية والاجتماعية في مكان العمل فتشمل:عدم استخدام المهارات أو نقص المهارات اللازمة للعمل.أعباء العمل المفرطة أو الوتيرة العالية للعمل ونقص الموظفين.العمل لساعات طويلة أو في أوقات غير معتادة أو غير مرنة.نقص التحكم في تصميم الوظيفة أو عبء العمل.ظروف العمل المادية غير الآمنة أو المتردية.وجود ثقافة مؤسسية تكرس السلوكيات السلبية.الدعم المحدود من الزملاء أو تسلط المشرفين.العنف أو المضايقة أو التنمّر.التمييز والإقصاء.عدم وضوح الدور الوظيفي.الترقية غير الملائمة، سواء كانت ناقصة أو مفرطة.انعدام الأمان الوظيفي، أو عدم كفاية الأجور، أو ضعف الاستثمار في التطوير الوظيفي.هذه العوامل يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للعاملين، ما يستدعي الاهتمام بتوفير بيئة عمل صحية وآمنة، تدعم رفاهية العاملين وتساهم في تحسين أدائهم وإنتاجيتهم.الوقاية من اعتلالات الصحة النفسية بالعمل وتوصي الصحة العالمية أرباب العمل بتنفيذ تدخلات مؤسسية تستهدف مباشرة ظروف العمل وبيئاته، مثل تقييم مخاطر مكان العمل على الصحة النفسية، والتخفيف من حدتها أو تعديلها أو إزالتها. وتشمل التدخلات المؤسسية توفير ترتيبات عمل مرنة، أو تنفيذ أطر للتعامل مع العنف في العمل. (ترجمات)