استيقظ رجل يبلغ من العمر 55 عاما في سرير بطابقين على بعد 7 أمتار تحت سطح البحر وقام بصنع القهوة. كان ذلك قبل الفجر وكانت الأعماق خارج النوافذ الكبيرة المستديرة لغرفة معيشته سوداء. ومع شروق الشمس، امتلأ كوخه الصغير في قاع البحر بالضوء الأخضر الناعم.كان الإفطار بيضتين مطبوختين في الميكروويف مع شريحة لحم متبقية من الليلة السابقة، بالإضافة إلى الجبن. يقول الأستاذ المساعد في جامعة جنوب فلوريدا جوزيف ديتوري إن هذه التجربة: "رائعة جدا"، حسب تقرير لصحيفة "تايمز" البريطانية.وتنقل الصحيفة مشاهد من يوم ديتروي الـ14 في قاع بحيرة بجوار كي لارجو، فلوريدا، خلال محاولته أن يصبح أول إنسان يقضي 100 يوم تحت الماء. من خلال القيام بذلك، وإخضاع نفسه لمجموعة منتظمة من الاختبارات الجسدية والطبية، يأمل في إظهار الآثار المفيدة للعيش تحت الضغط الجوي في قاع البحار. قال في مكالمة فيديو: "من بين النتائج الأولية التي توصلت إليها، أن طريقة العيش هذه تزيد من كتلة العضلات". مواجهة الشيخوخةيعتقد ديتوري، أنه قد يواجه علامات الشيخوخة قريبا لذا فإن العيش في المحيطات سيحسن فرصه في العيش بعد 100 يوم. التعرض لضغط الهواء أعلى مرتين أو 3 مرات من المعتاد، عادة في كبسولة على شكل معينات تسمى حجرة الأكسجين عالي الضغط، يسمح للرئتين بجمع المزيد من الأكسجين، وقد تم استخدام هذه الطريقة لعلاج الغواصين في أعماق البحار الذين يعانون مشاكل صحية، مثل الالتهابات والإصابات الأخرى. المغني الأميركي جاستن بيبر سبق وأكد أن النوم لليلة واحدة في حجرة الأكسجين عالي الضغط يساعد على تقليل قلقه. وبالنسبة لديتور، الذي كان غواصا بالبحرية الأميركية، فيعيش اليوم في حجرة تبلغ مساحتها 9 أمتار مربعة كانت مختبرا للأبحاث في السبعينيات. بعد إحضارها إلى فلوريدا، أعيد تشكيلها إلى فندق لا يمكن الوصول إليه إلا ببدلة غوص عبر منفذ مائي في الأرض. تقف الحجرة على ركائز متينة ويتم تغذيتها بالأكسجين.تجارب مماثلةومن بين الذين بقوا لفترة أطول في قاع البحر رائد الفضاء ريتشارد بريسلي، الذي أمضى 69 يوما هناك في عام 1992 في تجربة أشرفت عليها وكالة ناسا لدراسة آثار العزلة خلال المهمات الفضائية الطويلة. تم تجاوز هذا الرقم القياسي في عام 2014 من قبل عالِمي أحياء، جيسيكا فاين وبروس كانتري ، الذين تمكنوا من العيش تحت الماء 73 يوما. أمضى ديتوري 27 عاما في البحرية ثم درس الهندسة الطبية الحيوية وتخصص في إصابات الدماغ الرضحية. في سبتمبر 2021، عانى أحدهم عندما اصطدمت سيارة بجانب شاحنته الصغيرة أثناء عودته إلى المنزل من صالة الألعاب الرياضية. فقد وعيه، وأصيب بسكتة دماغية وانتهى به الأمر في العناية المركزة. أمضى أسبوعا في المستشفى. بعد نحو شهر ونصف من الحادث الذي نتج عنه اضطرابات نفسية عدّة، تبنى ديتوري نظاما يتضمن بشكل أساسي الكثير من العلاجات في وقت واحد: العلاج بالأكسجين عالي الضغط، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الطبيعي. كان هذ الحادث هو الدافع للخبير الأميركي ليخوض تجربة العيش تحت الماء 100 يوم. وقال: "لقد صممت هذه الدراسة حول قوة الشفاء من إصابات الدماغ الرضحية". ويتابع:"ضغط الهواء يزيد الخلايا الجذعية على الأقل إذا قمت بذلك لمدة 5 أيام فقط. فما بالك أن تكون المدة 100 يوم".ويعتقد ديتوري أيضا أن الضغط يمكن أن يكون مفتاح العلاجات لزيادة عمر الإنسان.(ترجمات)