جدل كبير أثارته "تيك توكرز" في الأيام الأخيرة عقب قرارهنّ بخلع الحجاب بعد أشهر قليلة من ارتدائه، مثل الأردنية سالي العوضي، أو اللبنانية ليا حمزة.ورغم تبريرهنّ أنّ هذه الخطوة ليست من باب "الترند" بل إنهنّ غير قادرات على الالتزام بارتداء الحجاب لفترة طويلة، طالتهنّ انتقادات كثيرة من قبل المتابعين، بالإضافة إلى اتهامات بالركض وراء "الترند" والشهرة ورفع عدد المشاهدات. وفي السياق نفسه، لا تتوقف الترندات الخطيرة والتي توصف بـ"اللاأخلاقية" على "تيك توك"، ومنها الفيديوهات التي يهين فيها الشخص تصرفات والدته، مطلقا عبارات لا تليق بالأم. لكن لن ندخل في مخاطر تأثير هؤلاء الأشخاص على ملايين الأطفال الذين يشاهدونهم، بل سنتحدث عن "هوس الشهرة" الذي يُتهم فيه المؤثرون على مواقع التوصل، فهل هو مرض نفسي؟ هوس الشهرةصحيح أنّ الشهرة ليست بمصطلح جديد، لكنها تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات الناس مهووسين بعدد الإعجابات أو المشاهدات أو التعليقات التي يحصلون عليها، حتى أنهم يقومون بأشياء وتصرفات فظيعة وخطيرة من أجل جذب الانتباه.وفي هذا الإطار، ميّزت المعالجة النفسية في Brainstation Clinics مايا وهبي لمنصة "المشهد"، بين من يمتلك موهبة ومن لا يمتلكها، مشيرة إلى أنّ "الشهرة مهمة جدا عندما يمتلك الشخص موهبة كالغناء أو العزف أو غيرها ويقدّمها لجمهوره، وعند متابعة "الترند" في هذه الحال، سيكتسب الشخص معلومات جديدة ليطور من نفسه ومن موهبته".لكنّ هذا الأمر لا ينطبق على من لا موهبة لديه، ومن يقدّم أيّ محتوى لجذب الانتباه فقط، وفي هذه الحالة قالت وهبي إنّ السير خلف "الترند" قد يتحول إلى هوَس، متابعةً أنّ السعي وراء الشهرة للفت نظر الآخرين وانتباههم ولارضاء الغرور، يحتاج إلى علاج، خصوصا عندما تصبح الشهرة لإرضاء الناس لا لنشر موهبة معينة.وعبر "تيك توك"، تنتشر الفيديوهات التي يخلق فيها الكثير من المؤثرين القصص الخيالية المفبركة والمثيرة للجدل، وحتى المحتوى "الهابط"، فقط من أجل تصدّر مؤشرات البحث وتحقيق مكاسب مادية. أسباب الرغبة في الشهرةمن النفسية إلى الاجتماعية تختلف أسباب حبّ الشهرة، وتشمل: 1- النرجسيةالنرجسية هي عنصر رئيس في الرغبة بالشهرة.والشخصية النرجسية هي اضطراب يعاني فيه الشخص جنون العظمة والحاجة الماسة لاهتمام الآخرين، دون تبادل الاهتمام مع الآخر. يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب غير سعداء، حيث يصابون بخيبة أمل حين لا يتم منحهم الثناء أو الاحتياجات التي يعتقدون أنهم يستحقونها. والناس يعتبرونهم مغرورين ويتضايقون من وجودهم حولهم.2- اهتزاز الثقة بالنفس الثقة بالنفس المستقرة لا تتأثر بالعوامل الخارجية. لكن عند المعاناة من قلة بالثقة بالنفس أو عدم احترام الذات أو العكس، فسيتأثر ذلك بآراء الآخرين.3- كيمياء الدماغتؤدي مشاركة المعلومات الخاصة والحصول على الإشادات، إلى إطلاق هرمون الدوبامين في الدماغ. فقد يبحث الأشخاص الذين يرغبون بالشهرة عن منصة للكشف عن مزيد من المعلومات عن أنفسهم، بسبب المشاعر الإيجابية المرتبطة بمشاركة المعلومات الشخصية، وذلك لتحقيق الاهتمام من الخارج وإرضاء الذات.4- المكاسب الماديةمئات الدولارات يجنيها المؤثرون شهريا على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنها تُغنيهم عن الوظيفة. وكلّ هذا يجعلهم يرغبون بمزيد من الشهرة مهما كلّف الأمر.متى يصبح حب الشهرة مؤذيا نفسيا؟بالتالي قد لا يلاحظ الشخص بسرعة أنه مهووس بالشهرة، فالأخيرة تقدّم له الثقة بالنفس وحتى المال. لكن ذكرت وهبي أنه عندما يصبح عدد الإعجابات والمتايعين والتعليقات محور اهتمام الشخص في حياته الواقعية، ويسبب له التوتر والقلق، هنا نتحدث عن الأذى النفسي.مخاطر الحياة الخيالية إذا تحولت الشهرة إلى مكسب زرق للكثيرين مهما كلّ الأمر من تصرّف، لكنّ المشكلة الكبرى هو تأثير ذلك على المشاهدين خصوصا المراهقين والأطفال.لذا أشارت المعالجة النفسية إلى أنّ "مواقع التواصل تزيد من حب الشهرة، حيث في غالبية الأحيان لا ينشر الشخص سوى أوقاته الجميلة، والمرحة علما أنّ ذلك لا يشبه الحياة الواقعية التي تحمل التحديات والصعوبات والحزن والعصبية". ودعت إلى "ضبط الأمر عبر الحدّ من الأمور التي نراها على الإنترنت، والأهم التحلّي بالقناعة بالحياة التي نعيشها، ونعلم أنّ حياة مواقع التواصل الاجتماعية ليست حقيقية".(المشهد)