رغم الحملات التوعوية التي تقوم بها السلطات المدنية في الجزائر حول مخاطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، غير أن القاتل الصامت يحصد حياة أفراد وعائلات في كل شتاء، إذ لقيت عائلة تتكون من 6 أشخاص حتفها داخل منزلها بحي الشراربة شرقي العاصمة؟وفي الأسبوعين الماضيين، سُجلت عشرات الحوادث المشابهة التي أسفرت عن مقتل 17 شخصا جراء استنشاق الغاز السام. القاتل الصامت بدورها، أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بالتنسيق مع الإذاعة الجزائرية في ديسمبر الماضي، حملة وطنية لتعزيز الجهود حول مخاطر استخدام الغاز ولاسيما الاختناق بأحادي أكسيد الكربون حيث خصصت الإذاعة الجزائرية بالمناسبة برنامجا خاصا بمشاركة مختصين وخبراء في هذا المجال.وتهدف هذه الحملة التي يشارك فيها عدد من القطاعات الوزارية والهيئات وفعاليات المجتمع المدني إلى إرساء ثقافة الوقاية والتعريف بكيفية التعامل مع أخطار الغاز الطبيعي والغازات المحترقة، للتقليل من الحوادث المميتة.وتجاوز عدد الضحايا عتبة 67 شخصا وتعرض أكثر من 1000 شخص آخر إلى الاختناق خلال الـ9 الأشهر الأولى لعام 2022 بحسب بيانات المديرية العامة للحماية المدنية.أعراض التسمم وفي البيان سابق لوزارة الصحة الجزائرية، تمت الإشارة إلى أعراض التسمم بهذا الغاز وهي: الدوار، والغثيان، والصداع، وعدم الارتياح، ثم يتبع ذلك ضعف في الحركة وفقدان للوعي.وفي حال تعرض أحد الأقرباء لتسمم الغاز يجب إخراجه من المكان المحتوي على الغاز والاتصال بالإسعاف فورا.وغاز أول أكسيد الكربون هو الناتج عن عملية الاحتراق بغض النظر عن نوع الطاقة المستعملة.وأشار بيان وزارة الصحة إلى خطورة غاز أول أكسيد الكربون، حيث يرتبط هذا الغاز بالهيموغلوبين الموجود في الدم والمسؤول عن نقل الأكسجين إلى الخلايا، ويحل محل الأكسجين، مما قد يؤدي إلى الوفاة خلال أقل من ساعة إذا تم استنشاق كميات كبيرة منه.طرق الوقاية وفي البيان نفسه، وردت مجموعة من الإرشادات التي يمكن اتباعها عند استعمال المدافىء في الشتاء، وفيما يلي أبرزها:صيانة أجهزة التدفئة، وسخانات المياه، والموقد، ووحدة التبريد الموجودة في الثلاجة، وغيرها بشكل دوري. تهوية المنزل يوميا لمدة 10 دقائق على الأقل وعدم سد ثغرات الهواء في المنزل. عدم تشغيل محرك السيارة في مرآب مغلق، وإجراء فحص ميكانيكي لنظام الاحتراق في السيارة. تركيب جهاز كاشف لغاز أول أكسيد الكربون في المنزل وتفقد بطارية الجهاز في فصلي الربيع والخريف. عدم استخدام الغاز والفرن في المطبخ للتدفئة.وعادة ما يقع هذا النوع من الحوادث نتيجة أخطاء في تطبيق تدابير الوقاية، على غرار نقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية، التركيب السيئ، قدم الأجهزة وكذا استعمال أجهزة مخصصة للطبخ كوسيلة للتدفئة داخل المنازل والمحلات، بحسب المديرية العامة للحماية المدنية.(المشهد)