حذر الخبراء من الإفراط في استخدام الشاشات والضرر المحتمل الذي قد يسببه ذلك للدماغ. وقدم طبيب الأعصاب الألمانيّ مانفريد سبيتزر مصطلح "الخرف الرقمي"، لوصف التدهور المعرفيّ الملحوظ لدى الشباب، بسبب استخدامهم المفرط للتكنولوجيا الرقمية. ما هو الخرف الرقمي؟وأوضح استشاريّ طب الأعصاب والصرع الدكتور فيفيك بارون، أنّ الخرف الرقميّ كمصطلح، يُستخدم لوصف التدهور المعرفيّ الذي قد ينتج عن الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية.وتابع وفق موقع "أونلي ماي هيلث": "يشير المفهوم إلى أنّ الإفراط في استخدام الشاشة والاعتماد على الأجهزة الرقمية، يمكن أن يؤدي إلى أعراض مماثلة لتلك التي تظهر في الخرف، مثل مشاكل الذاكرة وصعوبة التركيز وانخفاض القدرات الإدراكية".وفقًا لدراسة أُجريت عام 2022 ونُشرت في مجلة Journal of Integrative Neuroscience، فإنّ الإفراط في استخدام الشاشة لدى الشباب، خصوصًا أثناء نمو الدماغ، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل إدراكية مثل ضعف الذاكرة والتركيز. وأشار الباحثون إلى أنه بمرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى زيادة كبيرة في حالات الخرف، أعلى بكثير من التوقعات الحالية. في الواقع، تتوقع الدراسة زيادة تقدر بنحو 4 إلى 6 أضعاف في معدلات مرض الزهايمر والخرف المرتبط به (ADRD) بعد عام 2060.الإصابة بالخرف الرقميهناك العديد من الطرق التي يمكن أن يؤثر بها وقت استخدام الشاشات على صحة الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالخرف الرقمي. وقال بارون: "إنّ الإفراط في استخدام الشاشات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالاستهلاك السلبي، مثل التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ أو مشاهدة مقاطع الفيديو، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في وظائف المخ". وتشمل بعض هذه التغييرات:انخفاض مشاركة الذاكرةالاعتماد على الأجهزة الرقمية للحصول على المعلومات (مثل أرقام الهواتف والاتجاهات على الطرق) يعني أنّ الناس يستخدمون ذاكرتهم بشكل أقل تكرارًا. وهذا يقلل من التمرين الطبيعيّ للدماغ في الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها، ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف الذاكرة.الإفراط في التحفيز والحمل الزائد المعرفيالتعرض المستمر للمحفزات الرقمية، من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ وغيرها من المحتويات سريعة التغير، يمكن أن يُثقل كاهل الدماغ، ما يؤدي إلى صعوبات في التركيز والاحتفاظ بالمعلومات ومعالجة المهام المعقدة.أنماط النوم المضطربةيمكن أن يتداخل الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات مع إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون ينظم النوم. يرتبط قلة النوم بالتدهور المعرفيّ ومشاكل الذاكرة، ما يزيد من آثار الإفراط في استخدام الشاشات.انخفاض النشاط البدنيغالبًا ما يأتي وقت الشاشة المطول على حساب النشاط البدني. ومن المعروف أنّ التمارين البدنية المنتظمة تدعم الوظيفة الإدراكية، لذا فإنّ نمط الحياة المستقرة يمكن أن يساهم في التدهور المعرفي.من المهم أيضًا ملاحظة أنّ استخدام الشاشة لفترة طويلة يمكن أن يضعف القدرة على تكوين الذكريات قصيرة المدى والاحتفاظ بها، ويؤدي إلى تجزئة مدى الانتباه، ويجعل من الصعب التركيز على مهمة واحدة، ويقلل من مشاركة الدماغ في عمليات حل المشكلات، كما يؤكد الدكتور بارون.علامات مبكّرة للخرف الرقمي تتضمن بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تساعد في التعرف إلى الخرف الرقميّ في وقت:انقطاعات الذاكرة، مثل نسيان المهام البسيطة أو الأسماء أو المعلومات التي تم تعلمها مؤخرًا.صعوبة التركيزصعوبة تتبع الوقت أو إدارة المهام بكفاءة.زيادة الاعتماد على الأجهزة الرقمية.الإرهاق العقليّ أو الشعور بالاستنزاف العقلي بعد قضاء فترات طويلة على الأجهزة الرقمية.(ترجمات)