توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة سيمون فريزر إلى وجود صلة وثيقة بين المستويات العالية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاضطرابات النفسية التي تنطوي على الأوهام.ووفقًا للدراسة المنشورة مؤخرًا في مجلة BMC Psychiatry - وهي مراجعة منهجية لجميع الأدبيات الأكاديمية المتاحة بما في ذلك التدقيق في أكثر من 2500 منشور حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاضطرابات النفسية - كانت أشكال الأوهام هي النوع الأكثر انتشارًا من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.تشمل هذه الاضطرابات اضطراب الشخصية النرجسية (أوهام التفوق)، والهوس الجنسي (أوهام أن شخصًا مشهورًا يحبك)، واضطراب تشوه الجسم (أوهام وجود عيوب في جزء من الجسم) وفقدان الشهية (أوهام حول حجم الجسم).ويقول أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم علم الوراثة وعلم النفس التطوري في جامعة سيمون فريزر برنارد كريسبي: تُهيئ وسائل التواصل الاجتماعي ظروفًا تُسهّل توليد الأوهام واستدامتها.لهذا البحث آثار مهمة على أسباب وأعراض الأمراض النفسية، وكيف يُمكن أن تتفاقم بسبب منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.وبحسب المؤلفين، فإن وسائل التواصل الاجتماعي في حد ذاتها ليست مشكلة ولكن العوالم الافتراضية إلى جانب العزلة الاجتماعية في "الحياة الواقعية" - تخلق بيئات حيث يمكن للناس الحفاظ على شعور وهمي بالهوية الذاتية دون تدقيق.في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها فوائد إيجابية من خلال قدرتها على إنشاء مجتمعات ومساعدة الناس على الشعور بالمزيد من الترابط، يزعم كريسبي ومؤلفته المشاركة نانسي يانج أن الأفراد الأكثر عرضة للخطر غالباً ما يتأثرون سلباً بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.ويشيران أيضًا إلى أن ميزات العديد من التطبيقات والمنصات الشائعة تعمل على دعم وتفاقم الأوهام العقلية والجسدية، من خلال تمكين العرض الذاتي بطرق ترويجية ذاتية ولكنها غير دقيقة.خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تتضمن مستويات عالية من الوهم سيستفيدون من تقليل استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي .كما دعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول السمات المحددة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على الوهم، والبحث عن سبل لجعل التفاعلات الاجتماعية عبر الإنترنت أكثر واقعية وواقعية.(ترجمات)