من بين الشكاوى الشائعة هذا الشتاء: بعد الإصابة بمرض في الجهاز التنفسي، يشعر بعض الأشخاص أنهم لا يستطيعون التخلص من السعال المستمر أو سيلان الأنف، على الرغم من اختفاء الأعراض الأخرى. أو يبدأون في التعافي ثم تعود الأعراض بعد أسبوع أو أسبوعين.في تقرير لها شرحت شبكة" أن بي سب نيوز "، الأسباب وراء ذلك، مؤكدة أنّ الأطباء يقولون إنّ ذلك ليس بالأمر غير المعتاد، على الرغم من أنه قد يكون أكثر انتشارًا هذا العام.ويشير التقرير إلى انتشار فيروس كورونا والإنفلونزا والفيروس المخلويّ التنفسي (RSV) على نطاق واسع.فاعتبارًا من 16 ديسمبر زادت حالات دخول مستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 200% تقريبًا خلال الأسابيع الأربعة السابقة، وزادت حالات دخول المستشفى بسبب كوفيد بنحو 40% خلال فترة الأربعة أسابيع المنتهية في 9 ديسمبر، وهي أحدث البيانات المتاحة.وتحدثت الشبكة مع عدد من الأطباء حول سبب استمرار أعراض بعض الأشخاص لأسابيع أو أشهر. وقدموا تفسيرات عدة محتملة.على سبيل المثال، قال الخبراء، إنّ العديد من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي هذا الشتاء، لأنهم لم يصابوا بالعدوى أو التطعيم مؤخرًا. وربما أصيب آخرون بعدوى متتالية اختلطت عليهم مع الأعراض المتبقية.ومن المحتمل أيضًا أنه في أعقاب الوباء – عندما لم تكن العديد من الفيروسات الشائعة تنتشر على نطاق واسع – نسي بعض الأشخاص ببساطة المدة التي يمكن أن تستمر فيها الأعراض بعد مرض تنفسيّ قياسي.ونظرًا لأنّ الإخفاء والعزل أدى إلى إبطاء انتشار العديد من الفيروسات أثناء الوباء، فإنّ بعض الأشخاص لم يتعرضوا للأنفلونزا أو الفيروس المخلويّ التنفسيّ على مدى السنوات القليلة الماضية، كما كان من الممكن أن يتعرضوا له. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ما يسميه الأطباء "دين المناعة" - انخفاض المناعة الذي يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.وقال الأطباء إنّ الافتقار إلى الحماية التي يسببها اللقاح يمكن أن يعرض الناس لمرض أكثر خطورة ويجعل التعافي أكثر صعوبة.وفي العام الماضي، قال الأطباء، إنّ ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعيّ لا يزالان أكثر شيوعًا أيضًا.وقالت الدكتورة كارولين غولدزفايغ، كبيرة المسؤولين الطبّيين في مؤسسة سيدارز سيناي الطبية في لوس أنجلوس: “ربما يكون هذا هو السبب وراء تزايد إصابة الناس بالمرض الآن”.إصابتان متتاليتانقال الأطباء: بما أنّ هذه هي السنة الثانية فقط التي ينتشر فيها فيروس كورونا والإنفلونزا والفيروس المخلويّ التنفسيّ على نطاق واسع في وقت واحد، فقد تكون هناك ببساطة فرص للإصابة بالمرض أكثر مما كانت عليه في فصول الشتاء السابقة.وقالت الدكتورة لاريسا بيسني، اختصاصية الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في أورورا، كولورادو: “في السنوات العديدة الماضية، كان لدينا في المقام الأول فيروس كوفيد أو فيروس RSV، وهو في ذروته، والآن لدينا العديد من فيروسات الجهاز التنفسيّ التي ترتفع جميعها في الوقت نفسه”.وقد يؤدي ذلك إلى زيادة فرصة الإصابة بالعدوى المتتالية.وقال الدكتور دانييل أوليت، اختصاصي الأمراض الرئوية في مركز هنري فورد هيلث في ديترويت: "من الممكن تمامًا التعرض لفيروسات عدة مختلفة على مدار فصل الشتاء، والإصابة بنوبات عدة مختلفة من عدوى الجهاز التنفسي".ومن الممكن أيضًا الإصابة بأكثر من فيروس في وقت واحد، على الرغم من أنّ مركز السيطرة على الأمراض لم يلاحظ حدوث ذلك كثيرًا، وفقًا لمديره الدكتور ماندي كوهين.وقال كوهين: “إننا نرى حالات عدوى مشتركة عند مستوى مماثل تقريبًا لهذا الوقت من الموسم الماضي”.ومع ذلك، قال العديد من الأطباء إنهم لاحظوا زيادة في الالتهابات البكتيرية – مثل التهاب الحلق أو السعال الديكي أو الالتهاب الرئوي – التي تتبع مرضًا فيروسيًا أو تحدث في الوقت نفسه.ومن الطبيعي أن تستمر الأعراض أو تتكرروقال الدكتور دونالد ييلي، كبير المسؤولين الطبّيين في المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ، إنّ الأعراض التي تختفي ثم تظهر مرة أخرى يمكن أن تكون جزءًا من العدوى الفيروسية نفسها.وقال: “يمكن أن تصاب بعدوى أولية، وتبدأ في التحسن ثم تعاني بعض النكس – وبعبارة أخرى، تتكرر الأعراض أثناء تعافيك”. "قد يخطئ الناس في ذلك على أنه عدوى منفصلة."وقال الأطباء إنه من الشائع أيضًا الشعور بالمرض لأسابيع عدة. ويمكن أن يؤدي فيروس كورونا والأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسيّ إلى سعال ما بعد الفيروس.لكن أقلية صغيرة من الناس قد لا يتعافون لأشهر أو سنوات عدة.وأظهرت دراسة نشرت الأسبوع الماضي، أنّ الأنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى سعال مستمر أو ضيق في التنفس على مدار 18 شهرًا على الأقل. ووجد تحليل للبالغين في المملكة المتحدة نُشر في أكتوبر أنّ فيروسات البرد الشائعة يمكن أن تؤدي إلى السعال وآلام المعدة والإسهال بعد أكثر من شهر من الإصابة الأولية. ولا يزال العلماء يحاولون فهم السبب.(ترجمات)