في دراسة حديثة ومقلقة، تبيّن أن الاضطرابات العصبية أصبحت أكثر شيوعا في جميع أنحاء العالم.وأفاد بحث دولي مشترك أن عدد الأشخاص الذين يعيشون ويموتون بأمراض مثل مرض الزهايمر، وأنواع الخرف الأخرى، والتهاب السحايا، والسكتة الدماغية قد ارتفع "بشكل كبير" على مدى العقود الثلاثة الماضية.وتعزو الدراسة الزيادة في هذه الاضطرابات إلى شيخوخة سكان العالم، فضلا عن الزيادة المتزامنة في عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة.ووجد الفريق زيادة بنسبة 18% في حالات العجز والمرض والوفاة المبكرة الناجمة عن هذه الحالات على مدى 31 عامًا.الاضطرابات العصبية الأكثر شيوعًا وتبين أن الاضطرابات الصحية العصبية الأكثر شيوعًا في عام 2021 هي السكتة الدماغية، وإصابات الدماغ، ومرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، والصداع النصفي، وتلف الأعصاب، والتهاب السحايا، والصرع، واضطراب طيف التوحد، وسرطانات الجهاز العصبي.ووجد الباحثون أيضًا أن التدهور المعرفي بعد كوفيد-19 يمثل خسائر في الحياة الصحية في عام 2021.تؤكد الدراسة الجديدة بشكل كبير على الحاجة إلى مزيد من البحث في هذه الظروف. ومع ذلك، من المعروف أن الحالات العصبية يصعب علاجها.وقالت أخصائية الصحة العقلية في جامعة هارفارد والمؤلفة الرئيسية للدراسة كاترين سيهير إنه "نظرًا لأن العديد من الحالات العصبية تفتقر إلى العلاج، وغالبًا ما يكون الوصول إلى الرعاية الطبية محدودًا، فإن فهم عوامل الخطر القابلة للتعديل وعبء الحالة العصبية الذي يمكن تجنبه أمر ضروري للمساعدة في كبح هذه الأزمة الصحية العالمية".نتائج غير مفاجئةوقال رئيس قسم طب الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن واستشاري طب الأعصاب في صندوق إمبريال كوليدج للرعاية الصحية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البروفيسور باريش مالهوترا، لمجلة نيوزويك: "إن هذه النتائج مذهلة، ولكن لسوء الحظ ليست مفاجئة على العموم".وتابع: "نحن نعلم عن التأثير الكبير للسكتة الدماغية ومرض الزهايمر، وتسلط هذه الدراسة الضوء أيضًا على أهمية النمو العصبي وحالات الأطفال، بالإضافة إلى الحالات الشائعة جدًا مثل الصداع النصفي".وقال مالهوترا أيضًا إن الدراسة تسلط الضوء على كيف أن الأمراض التي لا نعتقد أنها عصبية يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على الجهاز العصبي. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى مشكلات عصبية، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.النتائج مثيرة للقلق للغاية لأنها تظهر مدى انتشار المرض العصبي ومساهمته في عبء المرض العالمي.إنها تظهر أهمية الأساليب المنهجية للوقاية من هذه الأمراض وعلاجها، فضلا عن الاستثمار في البحوث، والتي ستكون وسيلتنا الرئيسية لمكافحة الاضطرابات العصبية.وقال مالهوترا إن الأبحاث ستكون "حاسمة" لتغيير هذه الأرقام، فكلما اكتشفنا المزيد عن هذه الحالات، أصبح علاجها أسهل.(ترجمات)