رغم أنّ هذا المرض لا ينتقل من الخنازير إلى البشر، إلا أنّ الانتشار الكبير والسريع لحمى الخنازير الإفريقية، يفتح الباب أمام الكثير من المخاوف والتساؤلات حول طبيعته ومدى خطورته، وكذلك إمكانية تحوّره ليُصيب بعد ذلك الإنسان.ففي الهند، قال مسؤولون، إنه جرى الإبلاغ عن تفشي حمى الخنازير الإفريقية، يوم الجمعة الماضي، في مزرعة بقرية "ثريسور" التابعة لولاية كيرالا. وبحسب المسؤولين المحلّيين، فتم إعدام 310 خنازير في مزرعة خاصة، بعد التأكد من انتشار المرض في المنطقة، فيما أشار بيان رسميّ إلى أنّ فريقًا من الأطباء سيشرفون على عملية الإعدام في الحيوانات المصابة، كما سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم، إنّه جرى خظر المنطقة المتضررة حتى صدور أوامر أخرى، فيما ستجري فحوصات صارمة عند نقاط التفتيش ونقاط الدخول الأخرى في المنطقة، لمنع النقل غير القانونيّ للخنازير ولحم الخنزير، من ثريسور أو مناطق أخرى.وفقًا لأحدث دراسة وبائية أصدرتها الهيئة العامة لسلامة الأغذية الهندية، شهد عام 2023 أكبر عدد من حالات تفشي حمى الخنازير الإفريقية (ASF) بين الخنازير المحلية منذ عام 2014.ما هي حمى الخنازير الإفريقية؟وفي كوريا الجنوبية، أصدر رئيس الوزراء هان داك سو، تعليمات للمسؤولين باتخاذ إجراءات الاحتواء الطارئة، الاثنين، حيث أكدت السلطات ظهور المزيد من حالات حمى الخنازير الإفريقية في مزرعة خنازير في مقاطعة جنوب شرقيّ البلاد. وبحسب ما نقلت وكالة "يونهاب" جاءت هذه التعليمات بعد تأكيد الحالة السادسة لهذا العام من الفيروس، في المزرعة التي تربي نحو 900 خنزير في مقاطعة ييتشون، والتي تقع على بعد 161 كيلومترًا جنوب شرق سول. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان، إنه أمر السلطات باتخاذ الإجراءات ذات الصلة، بما في ذلك الإعدام وإصدار أمر بالتجميد وإجراء تحليل وبائي. وتم إصدار أمر بتجميد العمل في "ييتشون" و6 مقاطعات ومدن أخرى مجاورة، بما في ذلك أندونغ ويونغجو.ما خطورة الفيروس؟في السياق، قال مستشار العلاج السريريّ للأمراض المُعدية، الدكتور ضرار حسن بلعاوي، إنّ حمى الخنازير الإفريقية سببها فيروس يصيب الخنازير الداجنة والخنازير البرية، وينتمي لعائلة "Asfarviridae". عند إصابة الخنزير به تنتابه حمى شديدة ونزيف داخلي. وأضاف في حديث لمنصة "المشهد" أنّ أكثر من 90% من الخنازير المريضة تنفق تحت وطأة هذا الفيروس، ومعظمها في غضون أسبوع واحد، متابعًا: "يمكن للفيروس أن يبقى في الجثث من شهور إلى سنوات، لكنه مع ذلك لا يصيب البشر". وعن خطورة هذا الفيروس، أوضح بلعاوي أن ّشدة فتك العدوى تتمثل في التالي: مُعدية بشدة وقاتلة بنسبة تقترب من 100% للخنازير، ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة في أعداد الخنازير في المزارع وبين الحيوانات البرية. تُشكل خطرًا على منتجات الخنازير الغذائية وتعيق التجارة، ما يؤثر على الاقتصاد.لا يوجد لها علاج فعّال.وكشف أنّ فيتنام نجحت في إنتاج أول لقاح ضد حمى الخنازير الإفريقية في يونيو 2022. ويجري تطوير لقاح تجريبيّ مخفف في الولايات المتحدة منذ يناير 2020، حيث تم ترخيص هذا اللقاح التجريبيّ كمرشح للقاح اعتبارًا من يناير 2023.هل يُصيب الإنسان؟وقال مستشار العلاج السرير للأمراض المُعدية إنّ هذا الفيروس سريع الانتشار وخصوصًا بين الخنازير، ويمكن أن ينتشر الفيروس من خلال: الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة. الاتصال بمنتجات لحوم الخنازير الملوثة، أو الأعلاف. الاتصال مع فضلات الحيوانات المصابة. من خلال النواقل مثل القراد.وأكد أنّ هذا الفيروس يصيب الخنازير فقط، ولا يُصيب الإنسان، لذلك لا يشكل خطرًا مباشرًا على صحة البشر، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أن يتحول إلى جائحة مماثلة لـكوفيد-19. ومع ذلك، يُمكن أن يؤثر تفشي المرض بشكل غير مباشر على البشر، من خلال: تأثيره على توافر لحوم الخنازير. التسبب بخسائر اقتصادية للمربّين وقطاع الإنتاج الحيواني.أيضًا هيئة الغذاء والسلامة الأوروبية، أشارت إلى أنّ الفيروس يؤثر على الخنازير، مع ارتفاع معدل الوفيات، ولكنه لا يشكل تهديدًا على البشر.وقالت إنّه يتم تشخيص حمى الخنازير الإفريقية من خلال الاختبارات المعملية وتمييزها عن حمى الخنازير الكلاسيكية (CSF)، التي لها أعراض مشابهة لحمى الخنازير الإفريقية.وتم التعرف إلى المرض لأول مرة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث ينتشر مرض حمى الخنازير الإفريقية، وفقًا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA).ومنذ عام 1995 وحتى عام 2007، اقتصر وجود حمى الخنازير الإفريقية على جزيرة "سردينيا" الإيطالية. ولكن في عام 2007، تفشى الفيروس في جورجيا، وانتقل بعدها إلى البلدان المجاورة.وقال التقرير إنّ أولى حالات تفشي المرض في الاتحاد الأوروبي، والتي أصابت الخنازير البرية في بولندا ودول البلطيق، جرى توثيقها في عام 2014.(المشهد)