حمى الوادي مرض فطري ناشئ في غرب الولايات المتحدة يسبب في أغلب الأحيان أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا، ولكنه قد يسبب أيضًا مضاعفات خطيرة أو حتى مميتة.من خلال تحليل البيانات حول الحالات المبلغ عنها من حمى الوادي في كاليفورنيا، والتي زادت بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين، حدد باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وجامعة كاليفورنيا في بيركلي أنماطًا موسمية يمكن أن تساعد الأفراد ومسؤولي الصحة العامة على الاستعداد بشكل أفضل لارتفاع حالات حمى الوادي في المستقبل.دور الجفافتعاون الباحثون بشكل وثيق مع وزارة الصحة في كاليفورنيا لتحليل جميع حالات حمى الوادي المبلغ عنها في كاليفورنيا من عام 2000 إلى عام 2021.وبمقارنة هذه البيانات ببيانات المناخ الموسمية، اكتشفوا كيف تتطور الأمراض موسميًا عبر مقاطعات كاليفورنيا المختلفة وحددوا كيف تتأثر هذه الدورات بفترات الجفاف.ووجد الباحثون أنه في حين تحدث معظم الحالات خلال الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر، كانت هناك اختلافات في الأنماط الموسمية والتوقيت بين المقاطعات والسنوات.وقالت المؤلفة الأولى الدكتورة ألكسندرا هيني، الأستاذة المساعدة في كلية هربرت ويرثيم للصحة العامة وعلوم طول العمر البشري في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "تُظهر معظم الأمراض المعدية الموسمية ذروة في الحالات كل عام، لذلك فوجئنا برؤية أن هناك سنوات معينة لم تشهد فيها سوى مقاطعات قليلة أو معدومة ذروة موسمية في حالات حمى الوادي".وتابعت "افترضنا أن الجفاف قد يلعب دورًا".وأضافت هيني "إن هذه معلومات قيمة لتوجيه رسائل الصحة العامة في الوقت المناسب بهدف تثقيف الجمهور حول أعراض حمى الوادي وكيفية حماية أنفسهم منها".حمى الواديتنتج حمى الوادي عن جراثيم من فطر الكوكسيديا الذي يعيش في التربة. يصاب الناس بحمى الوادي عن طريق استنشاق الجراثيم المعدية التي تتحول إلى رذاذ عندما تزعج التربة الرياح أو النشاط البشري.من المرجح أن تؤثر حمى الوادي على الأشخاص المعرضين للغبار المحمول جوًا بشكل متكرر، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في الهواء الطلق. ومع ذلك، فإن المرض غير معدٍ.لطالما كانت حمى الوادي مشكلة في جنوب غرب أميركا، لكن عدد الحالات ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث تضاعف ثلاث مرات من 2014 إلى 2018 ومرة أخرى من 2018 إلى 2022، وفقًا لوزارة الصحة العامة في كاليفورنيا .عند تركها من دون علاج، يمكن أن تسبب الفطريات أضرارًا جسيمة للجهاز التنفسي وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الجلد والعظام وحتى الدماغ، وقد يكون الأخير مميتًا.وقد لاحظ الباحثون أنه خلال فترات الجفاف، تكون ذروة حالات حمى الوادي أقل حدة. ولكن عندما تعود الأمطار، تكون هذه الذروة مرتفعة بشكل خاص. ومن بين الفرضيات التي تفسر هذا النمط أن الجفاف يسمح لجراثيم الكوكسيديا المقاومة للحرارة بالبقاء لفترة أطول من منافسيها الأقل قدرة على التحمل. وعندما تعود الأمطار، يصبح الفطر قادراً على التكاثر على نطاق واسع مع قلة المنافسة على الرطوبة والمغذيات.وتشير فرضية أخرى إلى أن الارتباط بين حمى الوادي والجفاف قد يكون راجعاً إلى تأثير الجفاف على القوارض التي تستضيف فطر الكوكسيديا. ولأن أعداد القوارض تتراجع أثناء فترات الجفاف، ولأن القوارض الميتة تعتبر مصدراً مهماً للمغذيات للفطر، فقد يكون بوسعه البقاء والانتشار بسهولة أكبر في ظل ظروف الجفاف .يمكن للأفراد المساعدة في حماية أنفسهم من حمى الوادي خلال فترات الجفاف والغبار من خلال تقليل الوقت الذي يقضونه في الهواء الطلق وارتداء أغطية الوجه التي يمكنها منع الغبار. كما يؤكد الباحثون على الحاجة إلى مراقبة أكثر شمولاً لفطر حمى الوادي، والذي قد يكون من الصعب اكتشافه.(ترجمات)