قال باحثون الأحد، إنّ عقارًا يُستخدم منذ عقود لعلاج الربو التحسّسي وخلايا النحل، قلّل بشكل كبير من مخاطر ردود الفعل التي تهدد الحياة لدى الأطفال الذين يعانون حساسية غذائية شديدة والذين تعرّضوا لكميات ضئيلة من الفول السودانيّ والكاجو والحليب والبيض. وتمت الموافقة بالفعل على عقار Xolair من قبل إدارة الغذاء والدواء للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد والذين يعانون الحساسية الغذائية، حسبما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.ويعدّ العقار، العلاج الأول الذي يقلل بشكل كبير من مخاطر ردود الفعل الخطيرة، مثل الحساسية المفرطة، وهو ردّ فعل تحسّسي يهدّد الحياة ويؤدي إلى إصابة الجسم بالصدمة بعد التعرض العرضيّ لمختلف مسببات الحساسية الغذائية. ونُشرت نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون على الأطفال والمراهقين، والتي قُدمت في المؤتمر السنويّ للأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة في واشنطن، في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية. وقال المؤلف الأول للدراسة ومدير قسم يودووود لحساسية الأطفال والمناعة وأمراض الروماتيزم في مركز "جونز هوبكنز" للأطفال الدكتور روبرت أ. وود: "بالنسبة لمجموعة معينة من مرضى الحساسية الغذائية، فإنّ هذا الدواء سيغير حياتهم". وأضاف: "إذا كنت تعاني حساسية شديدة تجاه الحليب أو البيض، أو أيّ شيء لم يكن جزءًا من هذه الدراسة - مثل الثوم أو الخردل - فلا يمكنك تناول الطعام في مطعم على الإطلاق".يعاني نحو 5.5 مليون طفل و13.6 مليون بالغ في الولايات المتحدة الحساسية الغذائية، والكثير منهم لديهم حساسية تجاه أكثر من طعام واحد. ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يعانون الحساسية الغذائية قد تعرضوا لردّ فعل شديد يهدد حياتهم. الحساسية الغذائية هي سبب ما يُقدّر بنحو 30 ألف زيارة لقسم الطوارئ سنويًا. ليس من السهل تناول الدواء، حيث يتم إعطاؤه عن طريق الحقن كل أسبوعين إلى 4 أسابيع. يستهدف الغلوبولين المناعيدواء واحد آخر فقط وهو Palforzia، تمت الموافقة عليه للحدّ من ردود الفعل الشديدة، ولكنه مخصص فقط لأولئك الذين يعانون حساسية الفول السوداني. ويُعتبر الدواء نظام علاج مناعيًا عن طريق الفم، يعمل عن طريق تعريض الأطفال تدريجيًا لكميات صغيرة من بروتين الفول السوداني، حتى يتمكنوا من تناول ما يعادل حبتين من الفول السوداني بأمان. وأكدت الدراسة أنّ Xolair هو جسم مضادّ من صنع الإنسان موجّه نحو الغلوبولين المناعيّ الذي ينتجه الجهاز المناعيّ في الجسم ويحفّز ردود الفعل التحسسية. وقال كبير مؤلفي الدراسة والمدير بالإنابة لمركز شون، إنّ باركر لأبحاث الحساسية والربو في جامعة ستانفورد الدكتور شارون تشينثراجا، إنّ الدواء يرتبط بالغلوبيولين المناعي "هـ" ويعمل "مثل الإسفنجة التي تمتصّه بالكامل". على الرغم من أنّ الدواء تمت الموافقة عليه لاستخدامات أخرى لمدة عقدين من الزمن، إلا أنّ شركة "جينينتك" لم تدرس ما إذا كان Xolair يمكن أن يكون مفيدًا ضد الحساسية الغذائية الشديدة. وأكد الرئيس العالميّ لتطوير منتجات الجهاز التنفسيّ والحساسية والأمراض المُعدية في الشركة الدكتور لاري تساي التي طورت Xolair مع شركة "نوفارتس"، أنّ الدواء لم يكن يهدف إلى علاج الحساسية ولا يفعل ذلك.(ترجمات)