استخدم باحثون من كلية طب وايل كورنيل، نظامًا نموذجيًا متطورًا للكشف عن الآلية التي يتسبب بها كوفيد-19، في إحداث حالات جديدة من مرض السكري، وتفاقم المضاعفات لدى الأشخاص المصابين به بالفعل.ووجد الفريق أنّ التعرض للفيروس ينشط الخلايا المناعية التي تدمر بدورها خلايا بيتا، وهي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.كورونا والسكري وقال مدير مركز الصحة الجينومية وأستاذ جراحة عائلة كيلتس وعضو معهد هارتمان لتجديد الأعضاء العلاجية في طب وايل كورنيل، المؤلف المشارك شويبينغ تشين: "كانت هناك فرضية منذ فترة طويلة في هذا المجال مفادها أنّ بعض الالتهابات الفيروسية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، لكننا تمكنّا من إظهار كيف يحدث هذا في سياق عدوى كوفيد-19".كما أوضح المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في الطب في كلية طب وايل كورنيل وطبيب الجهاز الهضميّ والكبد في مركز نيويورك-بريسبتيريان/ويل كورنيل الطبي الدكتور روبرت شوارتز:عندما يعاني شخص ما حالة شديدة من كوفيد-19، فإنّ الأولوية الأولى بالطبع هي علاج الأعراض المهددة للحياة.لكن في المستقبل، قد تكون هناك طريقة لتطوير علاجات سريرية تساعد في تجنب الإصابة اللاحقة لأعضاء مثل البنكرياس.منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، لاحظ الأطباء أنّ الفيروس أثر على عدد من أجهزة جسم المرضى، بما في ذلك ليس فقط الرئتين، ولكن أيضًا القلب والكبد والقولون والبنكرياس.بالنسبة للسكري، بدأ الباحثون بعينات من أنسجة البنكرياس من تشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا بسبب كوفيد-19. ولاحظوا أنّ جزر البنكرياس، وهي أجزاء البنكرياس التي تولّد الأنسولين لتنظيم نسبة السكر في الدم، قد تضررت.ثم استخدموا تقنية تحليل تسمى GeoMx لدراسة العينات. وكشف ذلك عن وجود خلايا مناعية تسمى الخلايا البلعمية المسببة للالتهابات في الأنسجة. وتتمثل مهمة هذه الخلايا البلعمية في قتل مسببات الأمراض، ولكنها تسبب أحيانًا أضرارًا جانبية للأنسجة السليمة.ولمعرفة المزيد عن هذا النشاط، استخدم الفريق نظامًا نموذجيًا تم تطويره في مختبر تشين، ولم يتم استخدامه من قبل على الإطلاق؛ وهو عبارة عن عضويات جزر البنكرياس (أعضاء صغيرة) تتضمن كلًا من النظام الوعائيّ والخلايا المناعية.وذكر تشين أنّ "بعد إصابة الأعضاء بفيروس سارس-كوف-2، وجدوا أنّ الخلايا البلعمية بدت وكأنها تقتل خلايا بيتا من خلال نوع من موت الخلايا يسمى موت الخلايا المبرمج".(ترجمات)