يواجه المدخنون في مدينة ميلانو، عاصمة المال والموضة في إيطاليا، خطر التعرض لغرامة مالية إذا أشعلوا سيجارة في شوارع المدينة أو في الأماكن العامة المزدحمة، بعد أن دخل الحظر الأكثر صرامة في البلاد حيز التنفيذ يوم الأربعاء.ويمكن أن يتعرض من يخالف الحظر الجديد في المدينة الإيطالية الشمالية لغرامة تتراوح بين 40 و240 يورو (41 إلى 249 دولارا)، وهي عقوبة لا تناسب جميع السكان.وقالت بائعة تدعى ميريان إيليانو (21 عاما) "أعتقد أن هذا الإجراء مبالغ فيه. طالما أننا نتحدث عن مكان مغلق فأنا أتفق. لأن ( التدخين ) يمكن أن يكون مزعجا وليس صحيا، ولكن إذا كنا نتحدث عن مكان مفتوح، فأنا لا أرى سبباً لفرض القيود عليه".ومع ذلك، كانت منشئة المحتوى كيارا تشيوفيني، البالغة من العمر 39 عامًا، مؤيدة تمامًا للخطوة الجديدة، قائلة "أنا أتفق مع هذا الرأي، لأنني شخص رياضي ولا أدخن. وآمل أن يتمكن المدخنون أيضاً من فهم احتياجات غير المدخنين الذين يريدون تنفس هواء أنظف".التدخين ممنوع دعت لائحة جودة الهواء في ميلانو، التي أقرها مجلس المدينة في عام 2020، إلى فرض حظر أكثر صرامة على التدخين بشكل تدريجي.ابتداءً من عام 2021، أصبح التدخين ممنوعًا في الحدائق والملاعب، وكذلك محطات الحافلات والمرافق الرياضية.ويسري حظر التدخين الأخير، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يناير، على "جميع الأماكن العامة، بما في ذلك الشوارع"، باستثناء "الأماكن المعزولة حيث يمكن الحفاظ على مسافة لا تقل عن 10 أمتار من الأشخاص الآخرين"، بحسب النص.وقال مسؤولون محليون إن الإجراء يهدف إلى تقليل الجسيمات المحمولة جواً "لتحسين جودة هواء المدينة، وحماية صحة المواطنين، بما في ذلك الحماية من التدخين السلبي في الأماكن العامة، التي يرتادها الأطفال أيضاً"، بحسب بيان.ولا ينطبق الحظر - الذي يأتي قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو-كورتينا عام 2026 - على السجائر الإلكترونية.تقع مدينة ميلانو في وسط وادي بو الصناعي وتختنق بحركة المرور على الطرق، وهي واحدة من أكثر مدن أوروبا تلوثًا من حيث الهواء.وقالت آنا سكافوزو، نائبة عمدة مدينة ميلانو، إن دخان السجائر "مثل أي احتراق، يساهم في تكوين جزيئات دقيقة".تاريخ حظر التدخين فرضت إيطاليا أول حظر وطني للتدخين في عام 1975، حيث منع التدخين في وسائل النقل العام وفي الفصول الدراسية وبعض المناطق الأخرى.وفي عام 1995، تم توسيع الحظر ليشمل مناطق الإدارة العامة، وفي عام 2005، ليشمل جميع المناطق العامة المغلقة، ما جعله في ذلك الوقت رائداً في أوروبا.يبلغ عدد المدخنين في إيطاليا نحو 19%، وفقا للمعهد الوطني للإحصاء (ISTAT) استنادا إلى بيانات عام 2023، وهو أقل من المتوسط البالغ 24 في المائة داخل الاتحاد الأوروبي.تقول وزارة الصحة الإيطالية إن 93 ألف حالة وفاة سنويا ترجع إلى التدخين.يعد التدخين مسؤولاً عن حوالي 85% من جميع حالات سرطان الرئة، وهو أخطر أنواع السرطان في العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.في إطار الاتحاد الأوروبي، أقر 17 بلداً تشريعات حظر التدخين، وكانت أيرلندا واليونان وبلغاريا ومالطا وإسبانيا والمجر هي الدول الأكثر صرامة في هذا الشأن.(ترجمات)