أشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنه في غزة، هناك ما يقرب من 50,000 امرأة حامل، وجميعهنّ يعانين نقص المأوى المستقر، ونقص التغذية، والمياه الملوثة والمالحة. من الصعب الحصول على رعاية ما قبل الولادة وبعدها، ورعاية الأطفال. وقد أرسلت وكالات الأمم المتحدة أدوية ومعدات منقذة للحياة إلى غزة، لكنها ليست كافية لتلبية احتياجات السكان. يعدّ النقص الشديد في أدوية الألم والمضادات الحيوية وأدوية النوبات والسكري والدم، أمرًا شائعًا.ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من بين أكثر من 180 امرأة تلد يوميًا، من المرجح أن تواجه 15% مضاعفات، ولا تتمكن من الحصول على خدمات الطوارئ المناسبة للتوليد والأطفال. وفي الوقت نفسه، يلوح في الأفق خطر الإصابة أو الموت بسبب التفجيرات والعمليات العسكرية، وكذلك الصدمات العاطفية التي لا يمكن تصوّرها.أطفال وأمهات عرضة للوفاةبالتالي، تكشف الأبحاث الصحية في مناطق متعددة من النزاع المسلح (مثل سوريا وأفغانستان والصومال وكوسوفو)، أنّ هذه الأنواع من الحالات، مرتبطة بزيادة في حالات الإجهاض، والتشوهات الخلقية، وحالات الإملاص (أي موت الجنين بعمر 20 أو 28 أسبوعًا حمليًا أو بعد هذين الأسبوعين)، والولادة المبكّرة، ووفيات الأمهات. وتُظهر دراسات أخرى عن النزاع المسلح من عام 1945 إلى عام 2017، أنّ الأطفال المعرّضين للحرب، هم أكثر عرضة للمعاناة من سوء الظروف المعيشية والصرف الصحي، والفقر متعدد الأجيال، الناجم عن فقدان البنية التحتية التعليمية والاقتصادية.وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إنّ "غزة أصبحت ببساطة غير صالحة للسكن". والفرصة الوحيدة المتاحة لهم (الأطفال والأمهات) ليعيشوا حياة صحية خالية من العواقب التي تدوم مدى الحياة، هي أن يتوقف القتال الآن، وأن يتم استعادة الخدمات الصحية وإعادة بنائها على الفور، وهو الاحتمال الذي يصبح أكثر صعوبة وبعيد المنال كلما طال أمد الحرب.واقع مريروتلد بعض النساء في السيارات وفي الشوارع وفي الملاجئ المكتظة، في وقت تتزايد فيه الأمراض المعدية، مثل أمراض الجهاز التنفسي، والتهاب الكبد الوبائي والتهاب السحايا. وأفادت بعض المستشفيات، بما في ذلك مركز النصر الطبّي في مدينة غزة، وكمال عدوان في شمال غزة، عن وقوع إصابات مباشرة في أقسام الأطفال حديثي، الولادة والأمومة، ما أدى إلى وفاة أطفال وإصابات ووفاة للأمهات. وكشفت الصحيفة أنّ هناك تقارير عن نساء خضعن لعمليات قيصرية من دون تخدير، وخرجت الأمهات من المستشفى بسرعة بعد 3 ساعات من الولادة.وتشير إلى أنّ صدمة الحرب يمكن أن تؤثر أيضًا بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة: خلال صراع عام 2014 في غزة، أنجبت الأمهات اللواتي تعرّضن بشكل كبير، لصدمات الحرب أطفالًا عانوا نموًا حسيًا حركيًا ومعرفيًا وعاطفيًا سلبيًا.ومن المرجح أن يؤدي تزايد ندرة الغذاء وسوء التغذية في غزة نتيجة للهجوم الحالي إلى مضاعفاته. ووفقًا لليونيسف، فإنّ النساء الحوامل اللواتي يعانين سوء التغذية، يواجهن خطرًا متزايدًا للإصابة بتسمم الحمل والنزيف وفقر الدم والوفاة. يمكن أن تحدث حالات ولادة جنين ميت، وقد يتأثر الأطفال بانخفاض الوزن عند الولادة والهزال وتأخر النمو.(ترجمات)