تدهورت المنظومة الصحية في غزة بالكامل، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة التي ستزيد من معاناة أهالي القطاع أكثر فأكثر.كابوس جديدوفي هذا السياق، حذرت المنظمات الطبية الفلسطينية والدولية منذ أيام من كابوس جديد في غزة، بعد العثور على فيروس شلل الأطفال في ست عينات من مياه الصرف الصحي، تم جمعها في دير البلح وخان يونس في القطاع. ومرض شلال الأطفال يمكن أن يسبب في غضون ساعات قليلة شللا لا يمكن علاجه. لكن مع انهيار المنظومات الصحية في القطاع وغياب التطعيمات، فقد يؤدي ذلك إلى عودة المرض الفتاك.المنظمة الصحية منهارة بالكاملوفي هذا الشأن، قالت المتحدثة الرسمية باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس لقناة "المشهد" عبر برنامج "المشهد الليلة": "المنظومة الصحية في غزة منهارة بشكل كامل، والسبب الوحيد لاستمرار وجود أي خدمة صحية حتى هذه اللحظة، هو بفضل جهود السكان في غزة والمنظمات الموجودة هناك، وعمال المجال الصحي في القطاع يعملون كل يوم لتقديم المساعدات الطبية والصحية، ولكن للأسف لدينا فقط 16 مستشفى عاملا، ومنهم 11 فقط قادر على تقديم الخدمات، ويمكن الوصول إليها بسبب الدمار الحاصل".شلل الأطفالوتابعت هاريس قائلة إن "المستشفيات التي لا تزال في الخدمة في قطاع غزة تعاني عبئا شديدا، خصوصا في غياب المتطوعين المتبرعين بالدم بسبب سوء التغذية وحالتهم الصحية المـتدهورة، بالتالي الشعب الفسطيني يواجه وضعا صحيا خطيرا ينذر بتداعيات سلبية كبيرة".وفي موضوع شلل الأطفال، قالت هاريس: "بعد أخذ عينات مختلفة، تأكدنا أن فيروس شلل الأطفال متفشٍّ في غزة، بعد انقطاعه لـ10 سنوات عن القطاع، وهذا أمر يدعو للقلق بشكل كبير، خصوصا وأن غزة كانت رائدة في موضوع التطعيمات وصحة الأطفال، وعملنا الآن سنصبه على تحديد الأفراد الذين يعانون هذا الفيروس، لأخذ الإجراءات اللازمة".وأكدت هاريس أن المنظمة تسعى لتحديد مستوى انتقال هذا الفيروس، وتعمل على ضرورة إحضار اللقاح اللازم للحد من انتشاره، وستسعى للقيام بحملة تطعيم ضخمة في القطاع، متمنية أن يتوقف إطلاق النار ولو لفترة صغيرة لحماية غزة والعالم من تفشي هذا الفيروس.وتحدث هاريس عن حالات الاسهال الشديدة التي يتعرض لها يوميا سكان غزة صغارا وكبارا، ناهيك عن أمراض أخرى كإلتهاب الكبد الفيروسي والسحايا والأمراض الجلدية، التي لا تستطيع المنظومة الصحية علاجها بسبب صعوبة وصول المرضى إلى المستشفيات نتيجة الحصار القائم.(المشهد)