تدابير صارمة للحدّ من تدخين السجائر الإلكترونية اتخذتها أستراليا، متّهمةً شركات التبغ بالعمل على جعل المراهقين "مدمنين للنيكوتين".ووُصفت هذه الخطة بأنها أكبر إصلاح لمكافحة التبغ في البلاد منذ عقد، وهي تنص على:حظر السجائر الإلكترونية المخصصة للاستخدام مرة واحدة.التوقف عن استيراد منتجات يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبية.الحدّ من كمية النيكوتين في السجائر الإلكترونية. وستظل السجائر الإلكترونية قانونية، لكنّ الاستحصال عليها سيكون مشروطًا بوجود وصفة طبية، كوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.ويبدو أنّ فرنسا على المسار نفسه، إذ أعلن وزير الصحة الفرنسي فرنسوا برون، أنّ الحكومة قد تحظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة والتي تحظى بشعبية كبيرة، خصوصًا لدى المراهقين، بحلول نهاية هذا العام. وفي أميركا، كشف المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، في دراسة حديثة، أنّ "السجائر الإلكترونية تعدّ أكثر منتجات التبغ شيوعًا للشباب في الولايات المتحدة منذ العام 2014".ونشر دراسة أجراها المسح الوطني للتبغ بين الشباب في أميركا، شارك فيها طلاب من الصف 6 إلى 12، وذلك بين 18 يناير و31 مايو 2022. وتبيّن أنّ نحو 2.5 مليون طالب من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية استخدموا السجائر الإلكترونية خلال هذه الفترة. وازدادت في السنوات الأخيرة شعبية السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة، فهي سهلة الاستعمال، ومتعددة الألوان والطعمات. وفي الواقع، لا تختلف مخاطر السجائر الإلكترونية الصحية بشكل كبير عن السجائر العادية، خصوصا وأنّ الجرعات التي يتناولها الفرد خلال اليوم قد تكون كثيرة. مخاطر التدخين التقليدي في هذا الإطار، ذكرت الاختصاصية في الطب الداخلي وأمراض الرئة جوسلين ساسين لمنصة "المشهد"، أنّ "عملية احتراق التبغ في السيجارة التقليدية تولّد الدخان الذي يدخل جزء منه إلى الجسم والرئة، ومنه يخرج في الهواء". وأوضحت أنّ "الدخان الذي يدخل الجسم يحتوي على موادّ سامّة تولّد مشاكل صحية". وتشمل المشاكل الصحية لتدخين السجائر التقليدية: الانسداد الرئوي المزمن.مشاكل في القلب.سرطان الرئة.سرطان المثانة.ويموت 1,9 مليون شخص سنويًا بسبب مرض القلب التاجي الناجم عن تعاطي التبغ، وفقًا لأرقام صادرة في العام 2020، عن منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للقلب، وجامعة نيوكاسل في أستراليا. وفي حال اتخذ متعاطو التبغ إجراءات فورية وأقلعوا عن التدخين، فإنّ خطر الإصابة بالأمراض القلبية ينخفض بنسبة 50% بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين. السجائر الإلكترونية... الـ Vape منذ سنوات، بدأت السجائر الإلكترونية تغزو الأسواق، على اعتبار أنّ ضررها أقل على الصحة، إلّا أنّ هذا المفهوم خاطئ. وأشارت ساسين إلى أنّ "مصنّعي التبغ اخترعوا طريقة بديلة للتدخين استغنوا فيها عن حرق التبغ، على اعتبار أنّ هذا الأمر يخفف من دخول الموادّ السامة إلى الرئة"، مؤكدة أنّ هذا التفكير غير صحيح بشكل تامّ. وأوضحت أنّ "الموادّ السامة التي تدخل الرئة، لم تنخفض سوى بنسبة 5% عند تدخين السجائر الإلكترونية، ونسبة الضرر لا تزال مرتفعة والخطر عالٍ". هذا ما يحتويه جهاز الـVape كما عدّدت ساسين مكونات جهاز الـVape، فهو يحتوي على "سائل فيه مادة النيكوتين ومنكّهات أخرى وموادّ كيمائية". وعن طريقة عمله، قالت إنّ "الجهاز يحتوي على بطارية تعمل على تسخين السائل، وعندما يشرب الشخص منها، يتصاعد بخار لا دخان من الداخل والخارج"، مشيرة إلى أنّ "هذا البخار يُدخل النيكوتين والموادّ الأخرى إلى الرئة ثم الدم". وأكدت ساسين أنّ "السجائر الإلكترونية ليست بديلًا آمنًا عن السجائر التقليدية". أضرار السجائر الإلكترونية يقول وائل، وهو شاب عشريني، مدخّن للـ "Vape"، إنه "كان يستهلك نحو علبتي سجائر يوميًا، إلا أنه استغنى عنها وبات من مدخّني السجائر الإلكترونية التي لا تفارقه طوال النهار"، لافتًا إلى أنّ "ما يُعجبه هو تنوّع طعماتها وسهولة استعمالها". لكنّ كلّ الإغراءات التي توجد في السجائر الإلكترونية وتجذب الفئة الشابة، لا تقلّل من أضرارها الصحية المختلفة على القلب، الرئة والأسنان. وتشمل أضرار السجائر الإلكترونية: أمراض في الرئة لأنها تحتوي على موادّ كيمائية. اصفرار الأسنان بسبب النيكوتين الذي يلتصق بها. انسداد شرايين القلب. زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، والذبحة الصدرية وأمراض القلب. الإدمان على تدخينها لأنّ النيكوتين أكثر مادة تجعل من الشخص مدمنًا. كما أظهر موجز منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للقلب وجامعة نيوكاسل في أستراليا، أنّ "التبغ العديم الدخان مسؤول عن نحو 200 ألف حالة وفاة ناجمة عن مرض القلب التاجي سنويًا". وأضاف أنّ "السجائر الإلكترونية تتسبّب في ارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية". المدّخن الثاني... ننتقل من المدخّن إلى غير المدخّن، حيث يحصد التبغ أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا، منهم 900000 شخص تقريبًا من غير المدخنين الذين يفارقون الحياة من جرّاء استنشاقهم لدخان التبغ غير المباشر، وفق منظمة الصحة العالمية. بدوره، ذكر المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنّ "الأشخاص الذين لا يدخّنون ويتعرضون للتدخين السلبي، يزيدون من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25-30٪". فماذا عن الشخص الذي يجلس بقرب مدخّن السجائر الإلكترونية؟ أوضحت ساسين أنّ "السجائر الإلكترونية خطرها أقلّ على الإشخاص المحيطين بالمدخّن". وبالنسبة إلى الـ"Vape"، ذكرت أنّ "تأثيرها أقلّ من تأثير السيجارة التقليدية على الشخص الآخر، لأنها تُصدر بخارًا لا دخانًا"، علمًا بأنّ البخار والرائحة التي تنتج عنه، قد يؤديان إلى سعال الشخص الجالس بقرب المدخن. أما بالنسبة إلى الـ"Iqos"، فأشارت إلى أنها "تحتوي على التبغ وموادّ أخرى يتم تسخينها من دون انتشار دخان، وهي لا تُضرّ الشخص الآخر، لكنها تُضر مدخّنها". إن كانت تقليدية أم إلكترونية، لا يزال خطر التدخين على الصحة مرتفعًا، ولا يزال التدخين االمسبّب الأول للوفيات الناتجة عن أمراض القلب. (المشهد)