"الانتشار العالمي للفيروس والعدوى البشرية مقلقة"، بهذه الكلمات تحدثت مديرة إدارة التأهب للأوبئة والجوائح والوقاية منها بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة سيلفي برياند عن إنفلونزا الطيور. فمنذ نهاية عام 2021، تنتشر إنفلونزا الطيور في معظم أنحاء العالم، خصوصا في أميركا ودول أوروبية عدة. كما أُعدمت ملايين الطيور الداجنة حول العالم، بسبب فيروس "إتش 5 إن 1"، المعروف بإنفلونزا الطيور.ماذا يحصل في كمبوديا؟ الأسبوع الماضي، توفيت فتاة كمبودية تبلغ من العمر 11 عاما بسبب إنفلونزا الطيور في أول إصابة بشرية معروفة في البلاد بفيروس" إتش5 إن1" منذ عام 2014. وبعد هذه الحادثة، تبيّن إصابة نحو 24 شخصا بالإنفلوانزا في البلد، إلا أن السلطات في كمبوديا أشارت إلى أن وضع مرض إنفلونزا الطيور تحت السيطرة. وذكرت سكرتيرة الدولة والمتحدثة باسم وزارة الصحة أور فانديني أنه: ثبتت سلبية إصابة والد الطفلة المتوفاة عقب تلقيه الرعاية الطبية في المستشفى. لم تثبت إصابة أي من الـ29 شخصا الذين خضعوا للاختبار، وبينهم 16 شخصا من المخالطين و13 شخصا ظهرت عليهم أعراض مماثلة للإنفلونزا. وعلى الرغم من أن ما تم التوصل إليه يخفف المخاوف بشأن ما إذا كان يمكن للفيروس الانتقال بين البشر، لم يحسم المسؤولون أمرهم بشأن الخطورة.فيروسات مختلفةفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور جاك شقير لمنصة "المشهد" أن:هناك 4 أنماط للإنفلونزا وهي A، B ، C وD.النمط السائد في الماضي كان النمط B وهو الذي يصيب البشر.النمط A كان يصيب الحيوانات فقط لكنه بدأ بالانتقال للإنسان لأن الفيروسات تتغير جينيا.كل عام تتغير الفيروسات جينيا بشكل بسيطة، وكلّ 3 سنوات تتغير بشكل كبير، ويمكن أن تتغير وتخلق فيروسات جديدا. إنفلونزا الطيور تعرّف منظمة الصحة إنفلونزا الطيور (H5N1) على أنها مرض يصيب الطيور في المقام الأول، مع حالات من العدوى الأحيانية عند الإنسان. وقد تزامنت جميع الحالات البشرية مع حدوث فاشيات بين الدواجن. كيف تنتقل؟لا تتوفر بينات تشهد على إمكانية إصابة الإنسان بالعدوى بفيروسات إنفلونزا الطيور أو الإنفلونزا الحيوانية المنشأ عن طريق الأغذية المطبوخة بطريقة صحيحة، وفق الصحة العالمية. وهذا ما توافق مع كلام شقير الذي أشار إلى أنه بعد طهي الطيور أو اللحوم المصابة تموت الفيروسات فيها، بالتالي لا تنتقل للإنسان. لذا يعدّ التواصل المباشر مع الحيوان المصاب الحي أو النافق هو الطريقة الأساسية لنقل العدوى للإنسان، وفق شقير. أما بالنسبة إلى انتقال العدوى من إنسان لآخر، فأشار المتحدث إلى أنها تنتقل بالطرق المعتادة في أي نوع من الإنفلونزا عبر العطس أو السعال. ونقلت صحيفة "دايلي ميل" عن عالم الفيروسات من جامعة نوتنغهام البروفيسور جوناثان بول قوله إن "لا يزال الخطر على البشر منخفضا للغاية، لكن من المهم أن نواصل مراقبة انتشار الإنفلونزا في كل من الطيور والثدييات وأن نفعل كل ما في وسعنا لتقليل عدد الإصابات".أعراض إنفلونزا الطيور مثل أي نوع إنفلونزا، تختلف حدّة أعراض إنفلونزا الطيور بين شخص وآخر، وتشمل وفق شقير: درجات الحرارة المرتفعة. أوجاع بالعضلات. ألم بالحلق. سعال. وممكن أن تؤثر العدوى على عمل الكبد أو الكلى، وفي هذه الحال، لفت شقير إلى أن الفيروس يصبح خطيرا على الصحة خصوصا لدى كبار العمر أو من لديه مشاكل مناعية. بينما لا يوجد حاليا لقاح ضد انفلونزا الطيور بل يشمل علاج المصابين بالأدوية المضادة للفيروسات. طرق الوقاية لا تختلف طرق الوقاية بين أي نوع من الإنفلونزا، وتشمل: غلق الفم بمنديل عند السعال. عند الشعور بالمرض يجب التواصل مع الطبيب. وضع الكمامة. غسل اليدين جيدا.إجراء فحوصات دورية للمعرضين للإصابة. ووفقا منظمة الصحة العالمية، أصاب فيروس "إتش 5 إن 1" 868 شخصا خلال العقدين الماضيين، مع 457 حالة وفاة، بينما لم يسجل لغاية الآن أي انتقال موثق من إنسان إلى إنسان. (المشهد)