لم نعد نرى الأطفال يلعبون في الساحات وخارج المنزل، بل كلّ ما نلاحظه هو مكوثهم أمام شاشات الهواتف أو الكومبيوتر.وفي السياق، يحذر باحثون في أستراليا، من أنّ قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، يفقدهم الكثير من اللحظات المهمة لتطوير مهارتهم اللغوية.وقال العلماء في مقالة نُشرت في دورية الجمعية الأميركية لطب الأطفال، إنه خلال الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام جهاز الحاسوب اللوحيّ أو لوحة التحكم، يتفاعلون بصورة أقلّ مع البالغين، ويلتقطون كلمات أقل من آبائهم، كما يستمعون لأحاديث أقل، وهو ما يُعدّ عنصرًا أساسيًا لبناء مهاراتهم اللغوية، وهي العملية التي يمكن بالتالي أن تشهد تأخرًا.ويقول الباحثون إنّ دراسات عدة كشفت أنه من المهم من أجل تحقيق التحصيل اللغويّ للطفل، وتطوره الاجتماعي العاطفي، أن يتم التحدث معه والتفاعل معه بكثرة في المنزل.وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في إرشادات جديدة لها أصدرتها خلال عام 2019، أنه يتعين على الأطفال أقلّ من خمسة أعوام تمضية وقت أقل في مشاهدة شاشات الأجهزة الإلكترونية، والحصول على قسط جيد من النوم، وتمضية وقت أطول في اللعب النشط من أجل النموّ بصورة صحية.مع ذلك، ركزت الكثير من تلك الدراسات على تأثير تمضية الوالدين وقتًا طويلًا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وليس على تأثير تمضية الطفل لوقت طويل أمامها.مشاكل لغويةومن أجل الدراسة فحص الفريق من جامعة اديلايد الأسترالية بيانات تتعلق بـ 220 أسرة تم تسجيلها كل 6 أشهر من يناير 2018 إلى ديسمبر 2021، باستخدام تكنولوجيا التعرف إلى الكلام.وخلص الباحثون إلى أنّ كل زيادة في الوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، يعني تقلص الأحاديث بين الآباء والطفل، ما يعني أنّ الطفل سمع كلمات أقل من البالغين في المنزل، وتحدث بكلمات أقل، وشارك بصورة أقل دورية في الأحاديث.وقد لوحظ التأثير الأكبر للوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية في عمر 36 شهرًا.وحتى بين الأسر الملتزمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالفترة التي يمكن تمضيتها أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وهي ليست أكثر من ساعة يوميًا للأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة أعوام، فإنّ الأطفال ربما يفقدون تعلّم نحو 400 كلمة من البالغين يوميًا.وقال الباحثون إنّ الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 أعوام، وشملتهم الدراسة، أمضوا نحو 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميًا، ما يعني أنهم فقدوا تعلم نحو 1000 كلمة يوجهها البالغون إليهم.ولكنّ الدراسة لم تقل ما إذا كان الأطفال الذين أمضوا ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، لديهم حصيلة مفردات لغوية أقل ومهارات لغوية أضعف.(د ب أ)