في 23 سبتمبر 2020، أفاد الأطباء أن عرق السوس الأسود هو السبب في وفاة رجل يبلغ من العمر 54 عامًا في ماساتشوستس. كما هناك عدد قليل من تقارير الحالات المماثلة في المجلات الطبية التي عانى فيها المرضى من زيادة حادة مفاجئة في ضغط الدم، أو انهيار العضلات، أو حتى الموت.وتظهر ردود الفعل السلبية بشكل متكرر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين يتناولون عرق السوس الأسود أكثر بكثير من الشخص العادي. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم عادة ما يستهلكون المنتج لفترات طويلة من الزمن. وفي حالة عام 2020، كان الرجل من ولاية ماساتشوستس يتناول كيسًا ونصف من عرق السوس الأسود يوميًا لمدة 3 أسابيع.عرق السوسعرق السوس هو نبات مزهر موطنه الأصلي أجزاء من أوروبا وآسيا. اسمها العلمي Glycyrrhiza مشتق من الكلمات اليونانية "glykos" (حلو) و"rhiza" (الجذر). لقد استخدم الناس منذ فترة طويلة المستخلص العطري والحلو من جذوره كعلاج عشبي لمجموعة واسعة من الأمراض الصحية، من حرقة المعدة ومشاكل المعدة إلى التهاب الحلق والسعال. ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية على أن عرق السوس فعال في علاج أي حالة طبية.Glycyrrhizin، المعروف أيضًا باسم حمض Glycerrhizic، هو المادة الكيميائية الموجودة في عرق السوس الأسود والتي تعطي الحلوى نكهتها المميزة، ولكنها تؤدي أيضًا إلى آثارها السامة.أعراض الإفراط في تناول عرق السوسوفق موقع "ستادي فايندز" يحاكي الجليسيرهيزين الألدوستيرون، وهو هرمون تفرزه الغدد الكظرية عندما يحتاج جسمك إلى الاحتفاظ بالصوديوم وإفراز البوتاسيوم. يعمل الصوديوم والبوتاسيوم معًا كنوع من البطاريات الخلوية التي تحرك الاتصال بين الأعصاب وتقلص العضلات. الكثير من الجليسيرهيزين يخل بتوازن هذه الشوارد، مما قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم وإزعاج إيقاع القلب. تشمل الأعراض الأخرى للإفراط في تناول عرق السوس التورم وألم العضلات والخدر والصداع. وكشف فحص الرجل الذي توفي بسبب تناول الكثير من عرق السوس أنه كان لديه مستويات منخفضة بشكل خطير من البوتاسيوم.الفئات الأكثر تأثرايتناول بعض الأشخاص المكملات الغذائية أو الصحية التي تحتوي بالفعل على عرق السوس، مما يزيد من خطر التأثيرات السامة الناتجة عن تناول حلوى عرق السوس السوداء. بعض الأدوية، مثل هيدروكلوروثيازيد، هي مدرات للبول تسبب زيادة التبول، والتي يمكن أن تخفض مستويات البوتاسيوم في الجسم. كما يخفض الجليسرهيزين مستويات البوتاسيوم، مما يزيد من تعطيل توازن الشوارد، مما قد يؤدي إلى تشنجات العضلات وعدم انتظام ضربات القلب.الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة موجودة مسبقًا هم أكثر عرضة لجرعة زائدة من عرق السوس الأسود. على سبيل المثال، من المرجح أن يكون لدى المرضى الذين لديهم بالفعل مستويات منخفضة من البوتاسيوم أو ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب حساسية أكبر لتأثيرات عرق السوس المفرط. أولئك الذين يعانون من قصور في الكبد أو الكلى سوف يحتفظون أيضًا بالجليسيرهيزين في مجرى الدم لفترات أطول، مما يزيد من خطر تعرضهم لآثار ضارة.تناول عرق السوس الأسود بشكل آمنعند تناوله بكميات صغيرة من وقت لآخر، لا يشكل عرق السوس أي تهديد كبير للبالغين والأطفال الأصحاء.ووجدت دراسة أجريت عام 2024 في السويد أن تناول 100 ملغرام من عرق السوس يوميًا، وهي كمية آمنة، لمدة أسبوعين كان كافيًا لرفع ضغط الدم بمعدل 3.1 ملم زئبق. كما كان لدى ربع المشاركين مستويات مرتفعة من البروتين في الدم، والذي يتم إنتاجه عندما يعمل القلب بجهد أكبر.وحذر بعض العلماء كذلك من الاستخدام الروتيني لعرق السوس في شكل مكمل غذائي أو شاي لفوائده الصحية المزعومة، بما في ذلك علاج السعال المرتبط بكوفيد-19 أو التهابات الجهاز التنفسي الأخرى. كما حذرت مقالة مراجعة من عام 2012 من أن "الاستهلاك اليومي لعرق السوس ليس له ما يبرره على الإطلاق لأن فوائده ضئيلة مقارنة بالنتائج الضارة للاستهلاك المزمن".(ترجمات)