على مدى أكثر من قرن من الزمان، أظهرت الدراسات أن النساء يملن إلى البقاء على قيد الحياة لمدة أطول من الرجال. لكن الآن، صدر تقرير جديد من علماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وجامعة هارفارد يشير إلى أن فجوة متوسط العمر المتوقع آخذة في الاتساع بين الجنسين لأكثر من عقد من الزمن ولا تظهر أي علامات على التباطؤ على الأقل في الولايات المتحدة.وبشكل أكثر تحديدًا، تشير الدراسة إلى أن الفرق بين المدة التي يعيشها الرجال والنساء الأميركيون زاد إلى 5.8 سنوات في عام 2021، وهي أكبر فجوة شوهدت منذ عام 1996. وفي عام 2010، كانت الفجوة عند أصغر نقطة لها في السنوات الأخيرة (4.8 سنوات).ويوضح الباحثون أن الوباء كان له أثر غير متناسب على الرجال وكان أكبر مساهم في اتساع فجوة الوفيات بين الجنسين التي شوهدت من عام 2019 إلى عام 2021. يقول المؤلف الأول للدراسة، براندون يان "لقد تم إجراء الكثير من الأبحاث حول انخفاض متوسط العمر المتوقع في السنوات الأخيرة، لكن لم يقم أحد بتحليل منهجي لسبب اتساع الفجوة بين الرجال والنساء منذ عام 2010". ما الأسباب؟ويُعزى الانخفاض الملحوظ في تراجع متوسط العمر للأميركيين إلى ما يسمى "وفيات اليأس"، والذي يشير إلى الزيادات في الوفيات التي تعزى إلى الانتحار، واضطرابات تعاطي المخدرات، وأمراض الكبد الكحولية. وغالبًا ما ترتبط كل هذه الأسباب بالتوتر والاكتئاب والصعوبات الاقتصادية.ويضيف يان: "على الرغم من ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من المخدرات والقتل لكل من الرجال والنساء، فمن الواضح أن الرجال لهم الحصة الأكبر من هذه الوفيات".وبفضل البيانات التي قدمها المركز الوطني للإحصاءات الصحية، بحث يان وزملاؤه الباحثون عن أسباب الوفاة التي يبدو أنها تخفض متوسط العمر المتوقع أكثر من غيرها. وتبيّن أنه قبل جائحة كوفيد-19، كان أكبر المساهمين في فجوة الوفيات بين الجنسين يشمل داء السكري، والانتحار، والقتل، وأمراض القلب.ومع ذلك، تغيرت الاتجاهات خلال وباء كورونا، حيث كان الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس. ويضيف يان أن النتائج تثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي تطوير المزيد من الرعاية المتخصصة للرجال، وخصوصا في مجال الصحة العقلية، لمعالجة هذا التفاوت المتزايد بين الجنسين في متوسط العمر المتوقع.(ترجمات)