"خطر صامت" يلوح في الأفق عالميًا نتيجة أجهزة الكمبيوتر التي تحولت للصديق الدائم للناس، ونتيجة السجن اليوميّ في نوبة عمل مدتها 8 ساعات على الأقل، ويسمى هذا الخطر: الجلوس.فمخاطر نمط الحياة غير النشط، والتي تتفاقم بسبب العمل اليوميّ الشاق في العمل المكتبي، تتعدى خلسة على رفاهيتنا. وتتزايد الشكاوى من مشاكل الظهر ومشاكل الرقبة وآلام الكتف يومًا بعد يوم. مرض الجلوس"الجلوس أكثر من اللازم يقتل"، هذا ما جاء في مطلع دراسة أُجريت عام 2016 حول كيفية ارتباط الحداثة بالسّمنة، وأكثر من 30 مرضًا استقلابيًا مزمنًا، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.الجلوس المفرط، والذي يسمى أيضًا "مرض الجلوس"، يحدث عندما يبقى الشخص في وضع الجلوس لمدة 8 إلى 10 ساعات يوميًا من دون أيّ حركة.وقام باحثون من Mayo Clinic بتحليل 13 دراسة حول وقت الجلوس ومستويات النشاط. ووجدوا أنّ أولئك الذين جلسوا لأكثر من 8 ساعات يوميًا من دون أيّ نشاط بدني، كانوا معرضين لخطر الوفاة مماثل لتلك التي تشكلها السّمنة والتدخين.وقال الخبراء وفق موقع "إنديا توداي" إنّ الأشخاص الذين يجلسون كثيرًا، خصوصًا أولئك الذين يعملون في وظائف مكتبية، لديهم آثار صحية عضلية هيكلية طويلة المدى.وذكورا أنه:على المدى القصير، قد يشعر الأفراد بعدم الراحة والتصلب والتعب. على المدى الطويل، يمكن أن تحدث حالات مثل اختلال التوازن العضليّ الهيكلي، وآلام أسفل الظهر، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.مشاكل صحيةعندما تجلس، تسبب الكاتيكولامينات، وهي أحد الهرمونات التي تزيد بسبب التوتر، ارتفاع ضغط الدم.وقال كبير المستشارين في جراحة العظام واستبدال المفاصل، بمستشفى ماكس سمارت سوبر التخصصي، ساكيت، لـ"إنديا توداي" الدكتور سمير أناند: "لقد شهدنا اتجاهًا أعلى لارتفاع ضغط الدم المبكّر لدى الشباب، بسبب الوظائف المكتبية والجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر المحمولة". بينما ذكر مدير معهد الاضطرابات العضلية الهيكلية وجراحة العظام، ميدانتا، جوروغرام الدكتور فيفيك داهيا، إنّ تصلب العضلات يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الدورة الدموية في الجسم، ما يسبب التعب وزيادة الوزن والانزلاق الغضروفي، وزيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب المختلفة.كما أظهرت الدراسات أنّ الجلوس أمام الكمبيوتر المحمول يمكن أن يزيد الألم في الساقين عندما تنهض فجأة للمشي، حيث يؤدي ذلك إلى شدّ عضلات الورك وأوتار الركبة.كيف يؤدي الجلوس إلى الإصابة بالسكري؟أحد الآثار الطويلة الأجل لـ "مرض الجلوس" بصرف النظر عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية، هو تطور مرض السكري من النوع الثاني، وهو اضطراب كبير في نمط الحياة يؤثر على أكثر من 100 مليون شخص في الهند.لقد وجد الباحثون أنه عند الجلوس لفترة طويلة، فإنّ الوضعية تريح العضلات الكبيرة في الجسم. وفقًا لكلية الطب بجامعة هارفارد، عندما تسترخي العضلات، فإنها تستهلك كمية قليلة جدًا من الغلوكوز من الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.التأثير النفسيبالتالي، صرح عالم النفس أبورفا سينغ فيرما بأنّ فترات الجلوس الطويلة يمكن أن يكون لها آثار على الصحة العقلية.وقال أبورفا سينغ فيرما: "إنه يقلل من الإنتاجية، ويقلل من الوظيفة الإدراكية، ويزيد من مستويات التوتر"، مشيرًا إلى أنّ مجرد عدم أخذ فترات راحة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الحافز العملي مثلًا".وتابع، أنّ تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة متكررة والمشاركة في النشاط البدني، يمكن أن يعزز بسهولة المرونة العقلية والعاطفية.(ترجمات)