حلل الباحثون بيانات أسباب الوفاة في 24 دولة قبل وأثناء جائحة كوفيد-19 ووجدوا أنّ متوسط العمر المتوقع انخفض في عام 2020 في جميع الدول المشمولة بالدراسة باستثناء 4 دول. وكانت الولايات المتحدة الأكثر تأثرًا، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع للذكور بمقدار 2.1 سنة. وفي عام 2021، استمر الانخفاض في معظم الدول، مع تسجيل أكبر خسائر بين الإناث في بلغاريا والذكور في لاتفيا، تجاوزت عامين.تغيّر متوسط العمروأوضح المؤلف الرئيسيّ والطالب في مركز ليفرهولم للعلوم الديموغرافية أنطونينو بوليزي أنّ الدراسة تسلط الضوء على التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للجائحة على الوفيات. وأضاف أنّ مستويات متوسط العمر المتوقع لم تعد إلى ما كانت عليه قبل الجائحة في العديد من الدول بحلول عام 2022.وأشارت الدراسة إلى أنّ انخفاض متوسط العمر المتوقع لم يكن مرتبطًا فقط بوفيات كوفيد-19، بل أيضًا بزيادة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصًا في روسيا وأوروبا الشرقية. شهدت روسيا أكبر خسائر مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2020، حيث بلغت 5.3 أشهر، بينما بلغت في بلغاريا 5.5 أشهر في عام 2021. ويعتقد الباحثون أنّ هذه الخسائر قد تكون ناجمة عن قصور في الوقاية من أمراض القلب أو علاجها، أو عدم تسجيل الوفيات الناجمة عن كوفيد-19.وأوضحت المؤلفة المشاركة ونائبة مدير مركز ليفرهولم البروفيسورة جينيفر داود، أنّ الجائحة عكست سنوات من التقدم في تقليل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي كانت مصدرًا رئيسيًا لزيادة متوسط العمر المتوقع بين عامي 2015 و2019. واستمرت هذه الخسائر حتى عام 2022.كما وجدت الدراسة زيادة في الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات والصحة العقلية في بعض الدول أثناء الجائحة، خصوصًا في الولايات المتحدة وكندا، ما أدى إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع. وارتفعت أيضًا الوفيات المرتبطة بالكحول، حيث سجلت لاتفيا خسائر كبيرة. ومع ذلك، انخفضت الوفيات الناتجة عن الانتحار والحوادث بشكل عام خلال الجائحة.كانت اليابان وكوريا الجنوبية استثناءً لهذه الاتجاهات، حيث شهدتا خسائر طفيفة في متوسط العمر المتوقع. ومع ذلك، واجهت الإناث في اليابان خسائر ملحوظة في عام 2020 بسبب زيادة الوفيات الناتجة عن الانتحار.على صعيد إيجابي، انخفض معدل الوفيات الناجمة عن السرطان في معظم الدول. ويرجح الباحثون أنّ رعاية مرضى السرطان كانت أقل اضطرابًا مما كان متوقعًا، أو أنّ وفيات كوفيد-19 بين مرضى السرطان أُدرجت ضمن وفيات الجائحة بدلًا من السرطان.(ترجمات)