إذا لم تكن رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان حافزًا كافيًا لتنظيف أسنانك، فقد يكون تقليل خطر الإصابة بالخرف كافيًا، حيث حذّر أطباء أسنان من إمكانية ارتباط عدم تنظيف أسنانك بالإصابة باضطرابات في الذاكرة. في السياق، أظهرت العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من ضعف صحة الفم هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ولكن كيفية ارتباطهم بالضبط ظلت غير واضحة. في بحث علمي حديث، نُشر في مجلة Aging Research Reviews، قام باحثون من جامعة يانغ مينغ تشياو تونغ الوطنية في تايوان بجمع بيانات من 28 مراجعة لتوضيح العوامل التي شاركت في هذه الارتباطات وكيف يمكن استخدامها لإثراء الأدلة.وقال تشيا شو لين، أستاذ طب الأسنان والمؤلف الرئيسي للدراسة، لمجلة نيوزويك: "معظم المراجعات خلصت باستمرار إلى دور الميكروبيوم الفموي (النظام البيئي للكائنات الحية الدقيقة عن طريق الفم) في الخرف". وأضاف: "تم استنتاج الأدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر. تم الإبلاغ باستمرار عن الارتباط بين التهاب اللثة (أحد أمراض اللثة الرئيسية لدى البالغين) والخرف في المراجعات السابقة".التهاب اللثة والزهايمرأمراض اللثة هي عدوى خطيرة في اللثة، تتميز بالتهاب مزمن في تجويف الفم. ونظرًا لقربه من الدماغ، يعتقد العلماء أن هذا الالتهاب قد يكون له آثار ضارة على الدماغ، وقد وجدت دراسات سابقة أن أمراض اللثة وفقدان الأسنان يرتبطان بالفعل بانكماش الحصين، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة. وقد أظهرت دراسات أخرى أن السبب الميكروبي الأكثر شيوعًا لأمراض اللثة، Porphyromonas gingivalis، يمكن العثور عليه في أدمغة الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض الزهايمر. وقال ساتوشي ياماغوتشي، أستاذ طب الأسنان في جامعة توهوكو في اليابان، لمجلة نيوزويك في وقت سابق: "[هذه الميكروبات] قد تغزو الدماغ وتلحق الضرر بالأنسجة العصبية".(ترجمات)