لم تخفِ منظمة الصحة العالمية قلقها حيال متحور كورونا الجديد، مؤكدة أن الفيروس لا يزال يشكل مخاطر على مستوى العالم.وبين 20 نوفمبر إلى 17 ديسمبر الماضي، ارتفع معدل الإصابة بالمتحور الجديد في جميع أنحاء العالم، وفق الصحة العالمية، ناصحة بأخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الأعراض. كما طالبت بالعودة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامات والتعقيم المستمر.ويبدو أن الجاني في كلّ هذه الإصابات هو المتحور الجديد "جيه إن 1".في السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "مع أنّ كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، لا يزال الفيروس ينتشر ويتحوّر ويتسبّب بمقتل كثيرين". من جانبه، ذكر استشاري علاج الأمراض المعدية د. ضرار بلعاوي في حديث لمنصة "المشهد" أن المتحور الجديد هو نسخة من "أوميكرون"، متابعا أن تم تصنيفه بـ"المتحور المثير للاهتمام". والشهر الماضي صنفت الصحة العالمية "جيه إن 1" بأنه "متحور مثير للاهتمام".متحور كورونا الجديد وتأثيره على الأطفالولعل من بين الألغاز المستمرة لجائحة كوفيد-19، هي أن الأطفال نجوا من الفيروس في معظم الأحيان أو أنهم لم يتعرضوا لأعراض خطيرة مقارنة بالكبار في السن.ومنذ ظهور فيروس كورونا في أواخر عام 2019 حتى اليوم، لا يزال العلماء في حيرة إلى حد ما بشأن سبب عدم تأثر الأطفال بشدة بكوفيد، على الرغم من أن الدراسات التي تبحث سبب اختلاف استجابات الأطفال لكوفيد عن تلك الموجودة بين البالغين غير كافية.وإذا اقتصرنا على النظريات المتوفرة، فيمكن تفسير ذلك بالاستجابة المناعية الفطرية للأطفال، خصوصا فيما يتعلق بالأنسجة المخاطية الأنفية حيث يمكن للخلايا المناعية السيطرة على الفيروس والقضاء عليه بسرعة أكبر مقارنة بالبالغين.لكن في الوقت ذاته، من المعروف أن الأطفال أكثر عرضة من البالغين لمتلازمة الالتهابات المتعددة، وهي استجابة مناعية مفرطة النشاط لكوفيد-19، تؤدي عادةً إلى التهاب مفرط في أعضاء أخرى غير الرئة مثل القلب والدورة الدموية والجهاز الهضمي.مؤخرا، ذكرت تقارير عدة تزايد حالات دخول الأطفال إلى الطوارئ بسبب الإصابة بفيروس كورونا في عدد من دول العالم، خصوصا أن هناك بعض الأعراض الجانبية غير المألوفة لدى صغار السن مثل قوة السعال واستمراره لأكثر من أسبوعين وحدوث نزيف أرعب عائلات الأطفال المرضى.أصابع الاتهام وجهت إلى المتحور الجديد، إلا أن بلعاوي نفى وجود مثل هذه الأعراض للمتحور الجديد، قائلا "لم يثبت أنه يسبب النزيف لدى الأطفال".وأكمل أن "جيه إن 1" هو أكثر انتشارا لكن لم يثبت أنه أكثر ضراوة أو شراسة وحتى أكثر قدرة على إدخال الناس للمستشفيات. وهذا ما يتفق مع كلام المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان "جيه إن 1" سيتسبب في زيادة حالات العدوى أو دخول المستشفيات، مضيفة أن اللقاحات والاختبارات والعلاجات الحالية لا تزال تعمل بشكل جيد ضد هذا المتحور. كما ذكر بلعاوي أن أعراض المتحور الجديد لم تختلف عن سابقاته بل أعراضه الزكامية أيضا.ولفت إلى أن الأعراض تستمر أطول من المعتاد مع "جيه إن 1" فقد يتأخر شفاء المريض لحين 5 أو 6 أيام، لكن لا أعراض مختلفة.وأيضا، ذكرت مواقع طبية أن عارضا نفسيا وهو القلق قد يصاب به مرضى متحور كورونا الجديد، يُضاف إليه:سيلان الأنف.السعال.الصداع المستمر.التعب الشديد.ألم عضلي.إلتهاب الحلق.صعوبة في النوم.أيهما أخطر على الأطفال.. الإنفلونزا أم متحور كورونا؟ويوضح الخبير الأردني أن جميع الفيروسات (إنفلونزا أو كورونا أو الفيروس التنفسي المخلوي) هم سبب عامل خطورة يمكنهم أن يسبّبوا التهابا تنفسيا علويا ثم ينزل هذا الالتهاب إلى الجهاز التنفسي السفلي ويصبح التهاب رئة الأمر الذي يسهم في تكوّن بلغم مخلوط بالدم.وينفي المصدر ذاته أن يكون هناك أحد الفيروسات أخطر من الثاني، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن إصابة الطفل الثانية بالإنفلونزا أو كورونا تكون أقل خطرا من الإصابة الأولى. ولفت بلعاوي إلى أن الطفل يمكنه في حالات نادرة الإصابة بفيروس كورونا وإنفلونزا في الوقت ذاته.وينصح خبراء بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة للحماية من فيروس كورونا مثل غسل اليدين بالماء والصابون، والتباعد الاجتماعي، والكمامة، وتجنب الحشود من أجل حماية الأطفال. في السياق، أكد بلعاوي أن أفضل طرق الحماية هي الوقاية ولبس الكمامة والتهوية الجيدة، مشدّدا على ضرورة الحصول على لقاح الإنفلوانزا أو اللقاحات المحدثة لكورونا.ومن الطرق أيضا: غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل يساعد في تقليل خطر الإصابة بالعدوى. التركيز على الخيارات الغذائية الصحية في المنزل. استخدام أقنعة الوجه باستمرار، خصوصا في الأماكن المزدحمة أو المغلقة.تعزيز الأنشطة التي تسمح للأطفال باللعب والتعلم في أماكن جيدة التهوية يقلل من خطر انتقال العدوى عن طريق الهواء. الاطلاع بأحدث إرشادات التطعيم للأطفال، وضمان حصولهم على اللقاحات المناسبة لعمرهم وجرعات معززة. (المشهد)