يحذّر مسؤولو الصحة العامة في أميركا الناس، من خطر عدم التطعيم ضد مرض الحصبة، حيث تجاوز عدد الحالات حتى الآن هذا العام، عدد الحالات في عام 2023.في مارس الماضي، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنها شهدت هذا العام 64 حالة إصابة بالحصبة في 17 ولاية أميركية، وهو ما يزيد بـ6 حالات عما حدث في العام السابق. وحدثت هذه الحالات بشكل رئيس لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 شهرًا فما فوق، والذين لم يتم تحصينهم ضد الحصبة، ما دفع مراكز السيطرة على الأمراض إلى إصدار تنبيه صحيّ يحثّ على الالتزام بجداول تطعيم الأطفال.ولكن ماذا عن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح الحصبة منذ أعوام وحتى عقود مضت؟ فهل سيظلّون محصّنين ضد الفيروس شديد العدوى، إذا استمرت حالات تفشي المرض في الانتشار؟.وقال الأستاذ في جامعة "نورث إيسترن" براندون ديون: "إذا مرت فترة طويلة منذ تلقّي لقاح الحصبة، فمن المحتمل ألا يكون لديك أجسام مضادة منتشرة في هذه المرحلة، على الرغم من أنه من المحتمل أنك لا تزال تحتوي على "خلايا الذاكرة البائية" التي يمكنها الاستجابة للعدوى بسرعة".ومع ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في جميع أنحاء العالم، يقوم الباحثون بإلقاء نظرة فاحصة على لقاح يُعتقد منذ فترة طويلة أنه يوفر مناعة مدى الحياة.لقاح فعّال للأطفال عادةً ما يتم إعطاء تطعيمات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية عند عمر السنة تقريبًا، ومرة أخرى بين سن الرابعة والسادسة، وفقًا لموقع "ميديكال إكسبرس".ووصف ديون اللقاح بأنه "فاعل بشكل لا يصدّق" في الحماية من فيروس الحصبة، الذي كان يصيب في الولايات المتحدة 4 ملايين شخص سنويًا، ويقتل 450 منهم، قبل تقديم اللقاح في عام 1963".فقط نحو 3 من كل 10 أشخاص يحصلون على جرعتين من لقاح MMR سيصابون بالحصبة إذا تعرضوا للفيروس، ومن المحتمل أن يصابوا بمرض أخف، وأن يكونوا أقل عدوى للآخرين، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.ويقول ديون: "إنّ لقاح الحصبة هو بالتأكيد أحد اللقاحات التي يجب الحصول عليها".هل على البالغين الحصول على جرعة أخرى من اللقاح؟وبالنسبة للبالغين، أكد ديون أنه "لا توجد بيانات الآن لإعادة حصولهم على اللقاح، قد يكون هذا أمرًا سيتعين على مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، النظر فيه إذا كان جزء معين من السكان سيتجنب (الحصول) على لقاح MMR".وأضاف أنّ "بعض الدراسات تشير إلى انخفاض فعالية الأجسام المضادة المنتشرة على مرّ السنين".ومع ذلك، فإنّ البالغين الذين تم تطعيمهم يستمرون في تلقي الحماية من خلايا "الذاكرة ب" التي تبقى في جهاز المناعة، كما يقول ديون.ويشير إلى أنّ الخلايا تعمل بمثابة "ذاكرة للعدوى، بحيث إذا تعرضت للحصبة في المستقبل، فستحصل على استجابة أسرع. ويمكن لخلايا "الذاكرة ب" التعرف إلى العدوى بسرعة وتكوين أجسام مضادة في غضون أيام. إلى أسبوع أو أكثر."الحصبة الحصبة مرض شديد العدوى وخطير ينتقل عن طريق الهواء، وينتج عن فيروس يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة والوفاة.وبحسب منظمة الصحة العالمية والخبراء، فإنّ أعراض الإصابة بالحصبة، عادة ما تبدأ بالظهور بعد 10 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس المسبب للمرض، قبل أن تظهر العلامات والأعراض التالية:الحمى الشديدة.سيلان الأنف.السعال.احمرار ودمعان العينين.ظهور بقع بيضاء صغيرة في الخدين.وقال ديون إنّ مركز السيطرة على الأمراض يشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة لجرعة إضافية من اللقاح للمجموعات المعرضة للخطر أثناء تفشي مرض الحصبة أو النكاف، "لكن ليس من الواضح بالضبط من الذي يحتاجها".(ترجمات)