الملايين من الناس حول العالم يخسرون وظائفهم الثابتة ما يضعهم تحت ضغط نفسي ومالي كبير.وفي السياق، كشفت أبحاث أن فقدان الوظيفة يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الصحة، خصوصا عندما يُنظر إليه على أنه كارثة وليس مجرد انتكاسة مؤقتة.عند فقدان الوظيفة، يواجه الأشخاص تحديات مالية حقيقية، مثل انخفاض الدخل، وتراجع المدخرات، وصعوبة سداد الإيجار أو أقساط الرهن العقاري، مما يهدد مستوى معيشتهم. لكن الأبحاث تُظهر أن الطريقة التي يدرك بها الشخص وضعه المالي قد تكون أكثر تأثيرًا على صحته من حالته المالية الفعلية.فبينما قد يرى البعض فقدان الوظيفة كعقبة مؤقتة، يتعامل آخرون مع الأمر على أنه كارثة، مما يزيد من مستويات التوتر النفسي لديهم. هذا التوتر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل الاكتئاب أو حتى اللجوء إلى سلوكيات ضارة كإدمان المخدرات.ووجدت في دراسة عام 2023 أن الشعور الشخصي تجاه فقدان الدخل كان أكثر أهمية بعشرين مرة من التأثير المالي الفعلي. الصعوبات الاقتصاديةتُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من تدهور مالي لكنهم لا يشعرون بالقلق حياله، ليسوا أكثر عرضة للاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يشعرون بضغوط مالية مستمرة. في المقابل، فإن الضغوط المالية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.تؤكد مراجعة علمية لـ65 دراسة وجود علاقة قوية بين الديون ومشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب ومحاولات الانتحار. كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية غالبًا ما يتجنبون الرعاية الطبية، حتى عند الحاجة إليها، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم الصحية.في مواجهة الأزمة المالية، قد يلجأ البعض إلى إستراتيجيات غير صحية مثل تعاطي الكحول أو المخدرات، أو الإنفاق المفرط، أو المقامرة، مما يزيد من الضغوط المالية بدلاً من حلها. كما أن الضغوط الاقتصادية قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية والعائلية، حيث يصبح الاقتراض المفرط من الأقارب أو الانفعال المستمر على أحبائهم سببًا في توتر العلاقات.طرق التكيف الصحيةبدلاً من الاستسلام للضغط النفسي، هناك إستراتيجيات إيجابية يمكن اتباعها عند فقدان الوظيفة:التواصل الاجتماعي: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة يُوفر دعمًا نفسيًا مهمًا.التطوع: يساعد في تطوير المهارات وبناء شبكة علاقات جديدة قد تفتح فرصًا وظيفية.العمل الجانبي: بدء مشروع صغير يمكن أن يعزز الشعور بالتحكم في الوضع المالي.العناية بالنفس: ممارسة الرياضة والنوم الكافي والتواصل الاجتماعي يساعدون في تقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية.فقدان الوظيفة قد يكون تحديًا ماليًا ونفسيًا، لكن الطريقة التي ندرك بها هذا التحدي تؤثر بشكل مباشر على صحتنا. التركيز على إستراتيجيات التأقلم الإيجابية، والحفاظ على العادات الصحية، يمكن أن يساعد في تجاوز الأزمات المالية من دون الإضرار بالصحة الجسدية أو العقلية.(ترجمات)