لسنوات عديدة، عرّف الخبراء الطبيون السمنة على أساس مؤشر كتلة الجسم، الذي يقيس الدهون المخزنة عن طريق حساب الطول والوزن، لتحديد المخاطر الصحية التي يتعرض لها الشخص.وتعرف منظمات الصحة العامة الرئيسية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، السمنة لدى البالغين بأنها مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر، وزيادة الوزن بأنها مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.9.في الآونة الأخيرة، اقترحت لجنة دولية تعريفا منقحا للسمنة يركز على كيفية تأثير الدهون الزائدة في الجسم، وعوامل محيط الخصر، بدلا من مجرد حساب مؤشر كتلة الجسم. هذا التعريف الجديد، الذي نُشر في 14 يناير، قد يغير نموذج الرعاية السريرية لـ 890 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم يعتبرون حاليًا مصابين بالسمنة.وقالت خبير السمنة، الدكتورة لينا واين، لشبكة "سي إن إن" إن مؤشر كتلة الجسم، أو BMI، هو حساب يتم إجراؤه عن طريق قسمة وزن المريض بالكيلوغرام على طوله بالأمتار المربعة. وأضافت "بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على الوزن بالرطل والطول بالقدم والبوصة، هناك عدد من الآلات الحاسبة عبر الإنترنت. يمكنك إدخال الوزن والطول والحصول على مؤشر كتلة الجسم الخاص بك".وعلى الرغم من استخدام مؤشر كتلة الجسم على نطاق واسع من قبل المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، فإنه بعيد كل البعد عن كونه مقياسًا مثاليًا. وللبدء، فهو يقيس الوزن الإجمالي، وليس الوزن المنسوب إلى الأنسجة الدهنية. وهذا يعني أن الأشخاص العضليين، بما في ذلك الرياضيين، قد يكون لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع ويمكن اعتبارهم على الورق مصابين بالسمنة، بينما في الواقع ليس لديهم الكثير من الدهون في الجسم، والمعروفة أيضًا بالسمنة.مؤشر كتلة الجسممن ناحية أخرى، قد يكون لدى الفرد مؤشر كتلة جسم طبيعي، لكنه يعاني من نسبة غير صحية من السمنة. وكان هناك انتقاد آخر وهو أن قياسات مؤشر كتلة الجسم لا تقدم نتائج دقيقة باستمرار عبر المجموعات العرقية والإثنية. وهذه قضية أثارتها في السابق مجموعات طبية متعددة، بما في ذلك الجمعية الطبية الأميركية، التي أصدرت في يونيو 2023 تقريرا أشار إلى مؤشر كتلة الجسم باعتباره طريقة غير مثالية لقياس دهون الجسم عبر فئات سكانية مختلفة. ويرى بعض النقاد أيضًا أنه يجب أن يكون هناك فصل بين أولئك الذين يعانون من السمنة وفقًا لمعايير معينة وأولئك الذين يعانون من عواقب صحية نتيجة للسمنة.بدلاً من استخدام مؤشر كتلة الجسم فقط لتعريف السمنة، فإن قياس محيط الخصر أيضًا يعد طريقة جيدة لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة الدهون في الجسم. وتقترح هذه اللجنة، التي تتألف من 58 خبيراً من جميع أنحاء العالم، أن يتم التفكير في السمنة بشكل مختلف عن التعريف التقليدي بطريقتين: بدلاً من استخدام مؤشر كتلة الجسم لتعريف السمنة، يقترح المؤلفون استخدامه كجزء من الفحص الأولي لتحديد من يجب تقييمه من حيث الدهون الزائدة في الجسم. وتشمل هذه الأساليب قياس محيط الخصر، وتحديد نسبة الخصر إلى الورك، أو استخدام معدات خاصة، مثل فحص DEXA، الذي يقيس كثافة العظام، لمعرفة نسبة الدهون في الجسم.تقترح اللجنة تقسيم المصابين بالسمنة إلى مجموعتين. تتكون المجموعة الأولى من أولئك الذين يعانون من "السمنة السريرية"، ويتم تعريفهم على أنهم أولئك الذين لديهم بالفعل علامات السمنة التي تؤثر على أنظمة أجسامهم. أو الذين يعانون من آلام المفاصل أو الظهر، أو حالات طبية أخرى مرتبطة بالسمنة.(ترجمات)