السرطان أو كما يُعرف "المرض الخبيث"، يُعتبر السبب الرئيس للوفاة في كلّ أنحاء العالم، ففي عام 2020 لوحده، أدى السرطان إلى وفاة 10 ملايين شخص حول العالم وسط جهود علمية عالمية لإيجاد حلول نهائيّة للمرض.ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ أكثر أنواعه شيوعًا هي: سرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستات، وسرطان الجلد، وسرطان المعدة.السرطان ونمط الحياةفي السياق، كشف اختصاصيّ أمراض الدم والأورام الخبيثة الدكتور أنور شيا لمنصة "المشهد"، أنّ نمط الحياة هو السبب الرئيس للإصابة بالسرطان، وليس العوامل الوراثية، موضحًا أنّ: %90 من السرطانات ليست وراثية.نسبة 5% إلى 10% تتعلق بالعوامل الوراثة فقط.ونصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائليّ مع السرطان، إلى استشارة الطبيب المختص استباقًا لأيّ مشكلة، بينما ذكر أنّ الأسباب الأخرى المسؤولة عن الإصابة بالسرطان، تشمل النظام الغذائيّ الصحي، والبدانة، والتلوث البيئي، والتدخين.مفاهيم خاطئة عن السرطانوبالحديث عن السرطان، فقد يوجد لدى الناس الكثير من المفاهيم الخاطئة حول الإصابة به وطرق العلاج، لذا كشف الطبيب المتحدث عن أبرز المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض الخبيث.السرطان مرض وراثي؟وقال شيا إنّ أكثر المفاهيم الشائعة أنّ السرطان من الأمراض الوراثية، علمًا أنّ نسبة 10% فقط تعود للجينات.السكّر يغذي السرطان؟وكشف أنّ أكثر ما نُسأل عنه هو إذا كان تناول السكر واللحوم يسبب السرطان، نافيًا العلاقة بينها. وقال إنّ "السكر واللحم لا يغذّيان السرطان، هذا الأمر خاطئ ولا دراسات تدعمه، من المحتمل أن يكبر الورم داخل الجسم من دون تغذية".الهاتف يسبّب السرطان؟من المفاهيم الخاطئة المنتشرة أيضًا هي أنّ النوم قرب الهاتف سيؤدي للإصابة بالسرطان بالرأس، وفق شيا، لافتا إلى أنّ الدراسات أثبتت أنّ الموجات غير كافية لتسبّب السرطان.ووجدت إحدى الدراسات أن الإشعاع الكهرومغناطيسي أو الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهواتف ضعيف للغاية، أي أنّ الهواتف ليس لديها ما يكفي من الطاقة لإتلاف الحمض النووي، لذلك من غير المرجح أن تكون قادرة على التسبّب في السرطان.مزيل العرق يؤدي إلى السرطان؟كما أكد شيا عدم صحّة القول إنّ وضع العطر تحت الإبط سيؤدي للإصابة بسرطان الثدي، فهذا غير مثبت علميًا.كما لفت إلى الاعتقاد الخاطئ بأنّ أخذ عيّنة من السرطان في الجسم يزيد من انتشاره.الضغط النفسيّ سبب السرطان؟من جهة أخرى، يعتبر البعض أنّ التعرض للتوتر يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بالسرطان.إلا أنّ دراسات عدة، أكدت عدم وجود أيّ دليل على أنّ أولئك الذين يعانون التوتر أكثر، هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، وفق موقع cancerresearchuk.كما أظهرت دراسة كبيرة أُجريت على أكثر من 100 ألف امرأة في المملكة المتحدة في عام 2016، عدم وجود دليل ثابت بين التوتر وسرطان الثدي. ولكن، ذكر الموقع البريطاني أنّ كيفية التعامل مع التوتر أو إدارته يمكن أن يؤثر على الصحة، مثلًا قد يلجأ بعض الأشخاص إلى اتّباع أنماط حياة غير صحية عند التوتر، ما يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان.وتشمل هذه الأمور:التدخيننظام عذائيّ غير صحي.الكحولتجاهل النشاط البدني.الوقاية الأساسوكون أنّ نمط الحياة يلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة بالسرطان، دعا شيا إلى اتّباع نظام غذائيّ صحيّ معتدل، وإجراء التوازن بين الرياضة والنظام الغذائيّ الجيد لحماية النّفس من السرطان.ودعا للإقلاع عن التدخين التقليدي، وأيضًا لعدم تدخين السجائر الالكترونية والنرجيلة.السرطان يطال الصغارولا بدّ من الإشارة إلى أنّ دراسة حديثة دقت ناقوس الخطر حول الزيادة المذهلة بنسبة 79% في حالات السرطان الجديدة، بين الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا حول العالم، على مدار العقود الـ3 الماضية (1990-2019).وشكّل سرطان الثدي أكبر عدد من حالات "البداية المبكّرة" في عام 2019. كما ارتفعت سرطانات القصبة الهوائية (البلعوم الأنفي) والبروستاتا بأسرع وتيرة منذ عام 1990، وفقًا لبحث نُشر في مجلة BMJ Oncology.وكانت السرطانات التي تسببت في أكبر عدد من الوفيات وأضرت بالصحة أكثر، بين البالغين الأصغر سنًا في عام 2019، هي سرطان الثدي والقصبة الهوائية والرئة والأمعاء والمعدة.(المشهد)