أثارت لحظات تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" جدلا كبيرا في إسرائيل، بسبب الابتسامات والعناق بين الأسرى وعناصر "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة.وأكد مراقبون أن صور التسليم والوداع بين الأسرى وعناصر "حماس" أظهرت حسن المعاملة لهم، لكن الحكومة الإسرائيلية أرجعت السبب إلى المخدرات.وقالت مسؤولة بوزارة الصحة إن حركة "حماس" أعطت الأسرى "حبوب السعادة" لجعلهم فرحين أثناء إطلاق سراحهم، وفق كشفته وزارة الصحة الإسرائيلية.وكشفت الوزارة أن الأسرى الذين أفرجت عنهم حركة "حماس"، حصلوا على مهدئات وفيتامينات من نوع "كلوروكس" "لجعلهم يبدون سعداء ومتفائلين" بعد معاناتهم من الاعتداء الجسدي والحرمان والرعب النفسي لأكثر من 50 يوما في قطاع غزة.اتهام "حماس" بتخدير الأسرىوقالت مسؤولة ملف الأسرى في وزارة الصحة الإسرائيلية هاجر مزراحي، أمام مشرعين إن حركة "حماس" قامت بتخدير أسرى كي يبدوا "هادئين وسعداء" لدى الإفراج عنهم في غزة.وقالت إنه طُلب منها عدم الخوض في تفاصيل أكثر بسبب المخاوف على سلامة الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة.ولم تحدّد ما إذا كانت هذه المعلومات تستند إلى فحوص دم أو شهادات أشخاص، ولم تذكر عدد الأسرى الذين كانت تتحدث عنهم، بينما يبقى هؤلاء الإسرائيليون المفرج عنهم بعيدين عن الإعلام. ولم تخرج إلا معلومات قليلة عن ظروف احتجازهم.وأدى أسبوع من الهدنة إلى الإفراج عن 105 أسرى بينهم 80 إسرائيلياً، مقابل 240 أسيراً فلسطينياً من سجون إسرائيل، في إطار اتفاق بين إسرائيل و"حماس" توسطت فيه قطر. وكان أفرج عن 5 أسرى قبل الهدنة. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 138 شخصاً لا يزالون محتجزين لدى "حماس".وخلال عملية الإفراج عن أسرى "حماس"، كان من اللافت وجوههم البشوشة وتصرفاتهم الهادئة وعدم ظهور أي ملامح خوف على وجوههم، ما أثار الجدل والاستغراب. ما هي حبوب السعادة؟في الإطار، أشارت مديرة قسم التغذية في الوزارة الإسرائيلية البروفيسور رونيت إندفيلت إلى إعطاء عقار "كلونازيبام"، المعروف باسم "كلونيكس" في إسرائيل ويباع تحت الأسماء التجارية "كلونوبين" و"ريفوتريل" في أماكن أخرى. ويستخدم هذا الدواء لمنع وعلاج اضطرابات القلق، والنوبات، والاضطراب ثنائي القطب، والوسواس القهري وغيرها من المشاكل النفسية.من جهته، ذكر الطبيب النفسي سايد جريج، لمنصة "المشهد" أن "كلونوبين" و"ريفوتريل" يتألفان من التركيبة عينها.وأوضح أن هذا الدواء هو من أقوى المهدئات الموجودة في السوق، وخطورته أنه يسبب الإدمان.ونفى أن يسبب هذا الدواء السعادة، مشيرا إلى أنه يؤدي إلى ارتخاء الجسم، تخفيف التوتر والقلق والعصبية.وشدد سايد على أن خطورة الدواء أنه يؤدي إلى الإدمان وعالميا هناك ناس يعانون من مشكلة إدمان هذا الدواء.يبدأ الدواء في العمل بسرعة في الجسم وتعمل كل جرعة لمدة 6 إلى 8 ساعات تقريبًا.ولم يصدر عن "حماس" أي تعليق حول هذه المزاعم الإسرائيلية.مشاعر إيجابيةفي سياق متّصل، رأت الباحثة في لغة الجسد رغدة السعيد لـ"المشهد"، "أننا لم نرَ في صور الأسرى إلّا مشاعر إيجابية تحمل الامتنان للخاطفين، وجسديًا كانت عيون الأسرى مرتاحة فلو كانوا خائفين لما كانت عضلات العين مرتخية".ولم تذكر أي تصرفات غريبة أو تحت المخدر للأسرى، بل تحدثت عن متلازمة "ستوكهولم" وهي ارتباط المخطوف بالخاطف، متابعة أنّ عدم الإساءة للمخطوف تُعتبر استحسانًا، ثم تبدأ مشاعر العِشرة بينهما.وأوضحت أنّ صور المخطوفين حملت رسائل عدة تدلّ على حسن المعاملة لهم. ورأت أنه لو كان الأسرى يتعاملون معاملة سيّئة لكانوا ركضوا لسيارة الإسعاف.(المشهد)