كشفت دراسة حديثة عن حالة طبية تُعرف باسم الصداع العنقودي، تُعتبر واحدة من أشد أنواع الألم التي قد يشعر بها الإنسان على الإطلاق. تتسبب هذه الحالة في نوبات حادة من الألم الشديد في الرأس، تدوم لساعات وقد تتكرر عدة مرات يومياً، بينما تفشل مسكنات الألم التقليدية في تخفيف معاناة المرضى.وأظهرت دراسة أميركية نُشرت في مجلة Headache أن الصداع العنقودي يتفوق من حيث شدة الألم على آلام المخاض، جروح الطلقات النارية، وكسور العظام، بحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل. ويُوصف هذا الصداع بأنه ألم حاد وثاقب أو حارق، يتركز عادة في جانب واحد من الرأس وحول العين. تبدأ نوباته بشكل مفاجئ وقد تستمر حتى ثلاث ساعات، وتتكرر عدة مرات في اليوم على مدار أسابيع أو أشهر.وتُعتبر هذه الحالة نادرة وغير مفهومة بشكل كامل، حيث يعاني المصابون من ألم شديد لدرجة تجعل مسكنات الألم العادية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين غير فعالة. ورغم عدم معرفة السبب الدقيق للصداع العنقودي، فإن الحالة تُشخَّص عادة لدى الأشخاص في الثلاثينيات من العمر، وهي أكثر شيوعاً بين الرجال، بمعدل ستة أضعاف مقارنة بالنساء.في سياق الدراسة، شملت العينة 1604 من مرضى الصداع العنقودي، طُلب منهم مقارنة شدة الألم الذي يعانونه مع آلام أخرى، مثل جروح الطعن والنوبات القلبية. وجاء الصداع العنقودي في صدارة القائمة، بينما احتلت آلام المخاض المرتبة الثانية بدرجة 7.2 على مقياس من 10.المراتب الأخرىأما التهاب البنكرياس، الذي قد ينتج عن حصوات المرارة أو الإفراط في شرب الكحول، فجاء في المرتبة الثالثة، يليه آلام حصوات الكلى والمرارة. من المثير للاهتمام أن الولادة سُجلت بدرجة 7.2، بينما أشار المرضى الذين أصيبوا برصاصة إلى شدة ألم بمتوسط 6 على نفس المقياس.تفاوتت تقييمات شدة الألم باختلاف الحالات، مثل الانزلاق الغضروفي (5.9)، والصداع النصفي (5.4)، والألم العضلي الليفي (5.0). أما النوبات القلبية وكسور العظام فجاءت عند درجة 5، في حين حصل الطعن على درجة 4.9. على الطرف الآخر، كان التهاب المفاصل من أقل الحالات إيلاماً بدرجة 4.ورغم أن مقاييس الألم تُستخدم لتقييم شدة التجربة، يشير الخبراء إلى أن الألم تجربة ذاتية تختلف من شخص لآخر، وقد تتأثر دقة التقييمات بضعف ذاكرة المشاركين الذين استرجعوا أحداثاً مؤلمة وقعت منذ سنوات.(ترجمات)