هل يمكن أن تكون حالة جفاف العين أو جفاف الفم بداية لشيء أكثر خطورة؟ اضطرابات المناعة الذاتية تأتي في جميع الأشكال والأحجام، من التهاب المفاصل إلى التصلب المتعدد. ومع ذلك، فإنّ الحالة الأقل شيوعًا تبدأ غالبًا بأعراض متواضعة للغاية، وهي متلازمة سغوغرن.ويظهر مرض سغوغرن كاضطراب في المناعة الذاتية، يهاجم في المقام الأول الغدد السليمة التي تُنتج الدموع واللعاب. ومع ذلك، يمكن أن يمتدّ نطاقه إلى أعضاء مختلفة، ما يمثّل مجموعة من التحديات التي تؤكد مدى تعقيد الحالة وضرورة الرعاية الشخصية.تمتد أعراض مرض سغوغرن إلى ما هو أبعد من جفاف العين والفم، لتشمل مشاكل عصبية مثل "ضباب الدماغ"، ومشاكل الجهاز الهضمي، وآلام المفاصل والعضلات، ومظاهر أكثر خطورة مثل اختلال وظائف الأعضاء، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. أسباب متلازمة سغوغرن في حين أنّ السبب الدقيق لمرض سغوغرن لا يزال غير واضح، فإنّ طبيعته المناعية الذاتية - حيث يهاجم الجهاز المناعيّ الغدد المنتجة للرطوبة في الجسم، وربما الأعضاء الأخرى - تشير إلى تفاعل معقّد بين العوامل الوراثية والبيئية.كما تشمل عوامل الخطر الرئيسية لمرض سغوغرن الجنس والعمر - وتحديدًا النساء بين 40 و50 عامًا أكثر عرضة للخطر - والتاريخ العائليّ لمرض سغوغرن أو اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى. إنّ فهم هذه العوامل أمر بالغ الأهمية للاكتشاف والتدخل المبكّر، ما قد يخفف من تأثير المرض.والمشكلة الكبرى أنّ تشخيص مرض سغوغرن يعدّ أمرًا صعبًا بسبب النطاق الواسع من الأعراض التي يمكن أن تحاكي حالات أخرى. من الضروري الجمع بين تاريخ المريض والفحص البدنيّ واختبارات الدم، والاختبارات المتخصصة لجفاف العين والفم. علاجات متلازمة سغوغرنيتم علاج مرض سغوغرن بشكل فردي، مع التركيز على تخفيف أعراض معينة ومنع المضاعفات. في حين أنّ تغييرات نمط الحياة يمكن أن تحسّن نوعية الحياة بشكل كبير، فإنّ معظم المرضى سيحتاجون في النهاية إلى أدوية موصوفة للسيطرة على المرض وتقليل المضاعفات المحتملة.(ترجمات)