عام 2016، أعلنت الفنانة اللبنانية ميريام فارس أنّها ستقوم بحفظ الخلايا الجذعية من دم الحبل السري الخاص بطفلها الأول، بخطوة تركت الكثير من الأسئلة حول فائدتها وما وراءها.تخزين الخلايا الجذعية من دم الحبل السري يعتبر من أحدث التقنيات الطبية لعلاج أمراض عدة. تُجمع هذه الخلايا من الحبل السري للمواليد الجدد بعد الولادة، وهي عملية غير مؤذية وغير مؤلمة للأم أو الطفل. يمكن لهذه الخلايا أن تساهم بشكل كبير في علاج العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة.في كل سنة، يتم تشخيص آلاف الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدم وهنا يأتي دور الخلايا الجذعية.الخلايا الجذعية من دم الحبل السريوأشار الاختصاصي في الخلايا الجذعية والطب التجددي الدكتور شربل خليل لمنصة "المشهد" إلى أن أول عملية زرع دم من الحبل السري تمّت بنجاح في عام 1989 مع إليان غلوكمن لطفل مصاب بفقر دم حيث كانت المتبرعة أخته. وتابع أن بعد هذه التجربة تبيّن أهمية الخلايا الجذعية هذه وفوائدها المهمة. ونشير إلى أن دم الحبل السري هو دم الجنين الذي يترك في الحبل السري والمشيمة بعد الولادة، وفق الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد (ACOG). ويحتوي هذا الدم على خلايا خاصة تسمى الخلايا الجذعية المكونة للدم والتي يمكن استخدامها لعلاج بعض أنواع الأمراض. ماذا تعالج؟ في السياق، أوضح خليل أن "الخلايا الجذعية المستخرجة من الحبل السري للأم تعالج 80 مرضا من أمراض الدم والأمراض السرطانية وغير سرطانية مثل لوكيميا لامفوما، تلاسيميا". ولفت إلى أنه في حال تعرض أي شخص من العائلة في أي فترة من عمره لمشاكل صحية يمكنه استعمال الخلايا الجذعية، لافتا إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن هذه الخلايا تعالج أمراض أخرى غير أمراض الدم مثل امراض الغضروف السكري الامراض العصبية. كيف تحصل؟ استطاع فريق "المشهد" دخول المختبر حيث تخزن فيه الخلايا الجذعية من الحبل السري، حيث الرَهبة تفوق التوقعات، وكأن حياة أخرى تنبض داخل الخزانات. وعن عملية استئصال وتخزين الخلايا، لفت خليل إلى أن عملية بسيطة، تبدأ بـ:إجراءات صحية عدة للأم للتأكد من عدم وجود التهابات ومضادات ضد الخلايا ونتأكد أن الخلايا تعمل وهنا نستطيع التخزين.بداية يتم أخذ موافقة الأم على عملية تخزين الخلايا عبر التوقيع على وثيقة محددة.في المختبر يتم استئصال الخلايا الجزعية من الحبل السري.تحفظ الخلايا في سائل معين على حرارة -196 درجة مئوية.من الضروري أن يتم التخزين في البلد نفسه لأن فترة سحب الخلايا وتخزينها لا يجب أن تتعدى الـ9 إلى 12 ساعة وإلا نخسر من 30 لـ 40% من قيمتها، وفق خليل. أين تخزّن؟ وبالنسبة لتخزين خلايا الحبل السري، فهذا يعود إلى كلّ دولة على حِدا، حيث تؤمن بعض الدول بنوكا حكومية بينما تتواجد في دول أخرى بنوك أو مراكز خاصة. .والخبر السارّ هو أن هذه الخلايا يمكن أن تحفظ لمدة تصل إلى 25 سنة وفق خليل، الذي أشار إلى أن الدراسات تستكمل لمعرفة إن كانت الخلايا يمكن أن تحفظ لفترات أطول، لافتا إلى أن التكلفة غير مرتفعةوشدد الطبيب المتحدث على أهمية هذه الخطوة لأنها لا تفيد أفراد لعائلة الواحدة فقط بل أي شخص يحتاجها لأنها لا تحتاج إلى مستوى 100% من التطابق. (المشهد)