قد تكون ولادة طفل في عائلة ثرية أمر مريح له على المستوى المادي والاجتماعي، لكن ذلك قد نعكس سلبا على مستوى الصحة النفسية.من هنا، حذّر أحد مراكز علاج الإدمان الرائدة في العالم من انتشار "متلازمة الخلافة أو الوراثة" Succession syndrome بين الأطفال الذين يولدون بعائلة ثرية، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى مجموعة من حالات الصحة العقلية ومشاكل الإدمان التي تؤثر على أطفال الأسر الغنية.وذكر المركز الدولي "باراسيلسوس" وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية أن نحو 40% من مرضاهم يُعانون من "متلازمة الخلافة".وأوضح المركز أن أطفال الآباء الأثرياء يكبرون وهم يتمتعون بالعديد من الامتيازات، ما يؤدي إلى معاناة الكثير منهم مما وصفه الأطباء النفسيون بـ "الإهمال الوفير"، حيث يكون آباؤهم غائبين جسديا وعاطفيا عنهم.مشاكل الصحة العقلية بالإضافة إلى ذلك، فإن اضطراب الشخصية النرجسية يُعد كذلك شائعا بين المرضى لدى مركز "باراسيلسوس".والنرجسية اضطراب يعاني فيه الشخص من جنون العظمة والحاجة الماسة لاهتمام الآخرين به من دون تبادل الاهتمام مع الآخر. ويكون الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب غير سعداء، حيث يصابون بخيبة أمل حين لا يتم منحهم الثناء أو الاحتياجات التي يعتقدون أنهم يستحقونها، كما يصفهم الناس بالمغرورين ويتضايقون من تواجدهم حولهم.وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "باراسيلسوس" جان جربر: "نرى الكثير من أطفال العائلات الثرية يُعانون من مشاكل الصحة العقلية والإدمان التي بدأنا نطلق عليها اسم متلازمة الخلافة". وذكر المركز أن هناك صلة بين اضطراب التعلق في الطفولة، والمشاعر اللاحقة بالوحدة الداخلية، وسمات الشخصية النرجسية.كما أظهرت الدراسات أيضا أنه كلما زادت الثروة التي يكتسبها المرء كلما أصبح ذلك أقل تعاطفاً وأكثر غموضاً من الناحية الأخلاقية. وبالنسبة إلى الإدمان، فكشف المركز أن الثروة تجعل الشخص أكثر عرضة بنسبة 27% لتعاطي الكحول.بالتالي، قال جربر: "على الرغم من أن هذه المتلازمة تؤثر على شريحة ضيقة نسبيا من المجتمع، يمكن لهؤلاء الأشخاص الاستمرار في تولي مناصب السلطة وتوظيف الآلاف من الأشخاص والتعامل معهم، لذلك لدينا جميعا مصلحة في صحتهم العقلية". (ترجمات)