لعقود من الزمن، حاول علماء النفس وعلماء الاجتماع فهم العوامل التي تُسهم في الصحة النفسية والسعادة والشعور العام بالرفاهية لدى الناس. وقد ساهمت جهودهم بالفعل في تصميم العديد من التدخلات الاجتماعية والعلاجية التي تهدف إلى دعم الأفراد في نموهم الشخصي والتأثير إيجابًا على حياتهم.لهذا السبب أيضا، أجرى باحثون في جامعة ييل مؤخرًا دراسةً استكشفت العلاقة بين الدخل والرضا عن الحياة والتوتر، مع التركيز على أفراد يعيشون في الولايات المتحدة. تشير نتائجهم، المنشورة في مجلة علم نفس الاتصالات، إلى أنه على الرغم من أن ارتفاع الدخل يرتبط بزيادة الرضا عن الحياة، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستويات التوتر.المال يسبب التوتروقال المؤلف الرئيسي للدراسة كارثيك أكيراجو لموقع "ميديكال إكسبرس": "التوتر أمر نختبره جميعًا أو سمعنا آخرين يشكون منه، وهذا شائع حتى بين من يُعتبرون عادةً أثرياء".وفي الدراسة، وجد الباحثون: الأشخاص الذين أفادوا باتباعهم أنماط حياة أكثر ملاءمة، مثل تلبية احتياجاتهم الأساسية (كالسكن والطعام، إلخ)، وتناول طعام صحي، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي بكثرة، والحصول على شبكة دعم جيدة، كانوا أكثر رضا عن حياتهم. وُجد أن هذا الرضا عن الحياة مرتبط بارتفاع الدخل.وجدوا أيضًا أن الأشخاص الذين يعيشون في أسر يزيد دخلها السنوي عن 63,000 دولار أميركي كانوا أكثر عرضة للتوتر.تشير نتائج هذه الدراسة الحديثة إلى أنه بمجرد أن يبدأ الأفراد بكسب ما يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية، والتواصل الاجتماعي، والعناية بصحتهم، فإنهم يميلون إلى أن يصبحوا أكثر عرضة للتوتر مرة أخرى عندما يرتفع دخلهم عن مستوى معين. قد يرتبط هذا بعوامل متعلقة بالعمل، مثل زيادة المسؤوليات والمخاطر، أو ضعف التوازن بين العمل والحياة، أو عوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة.(ترجمات)