عندما يرفض الطفل الخضوع لأهله ويصرّ على ممارسة سلوكيات وتصرفات معينة، عادة ما يتم وصفه بـ"الطفل العنيد".فقد يرفض الطفل ارتداء ملابس معينة، الاستحمام، الذهاب إلى الفراش، القيام بواجباته المدرسية وغيرها من الأمور، لكن إن تم التعامل مع رفضه بطريقة صحيحة فسيقطع الأهل شوطا كبيرا مع سلوك الطفل هذا. "لا طفل عنيد"قدمت المعالجة النفسيّة للأطفال، والاختصاصيّة في التوجيه التربوي، رهام منذر لمنصة "المشهد" نظرة جديدة لمصطلح "العناد"، مشيرة إلى أن "العناد هو إصرار على حاجة معينة يرغب بها الإنسان". وذكرت أنه "لا يوجد طفل عنيد إنما قد يكون لديه احتياجات معينة يحاول أن يلبيها من خلال الإصرار"، معتبرة أنه "في حال كان هذا الإصرار عكس إرادة الأهل سيفسرون على أنه عناد". كما رأت منذر أن "صفة العنيد سلبية، وعندما نطلق على الطفل هذه الصفة يعني أننا نصبغ شخصيته بصفة سلبية، بينما عندنا نقول له إن لديه إصرارا على أمر ما أي أننا نصبغ شخصيته بصفة إيجابية نستطيع تعديلها لاحقا". وشددت على أن "الإصرار صفة مهمة للنجاح بالحياة". ما الحل مع عناد الطفل؟ قد يبدو من الصعب إقناع بعض الأطفال بتغيير رأيهم أو الخضوع للأهل لكن الأمر ليس مستحيلا. ودعت منذر الأهل للبحث "عن حاجة الطفل الحقيقية من أجل معرفة إن كان بإمكانهم تلبيتها أم لا". وشددت على "أهمية الحوار مع الطفل بطريقة فعالة وإيجابية من أجل إيجاد حل مشترك يلبي حاجته ويناسب الأهل، أي تحقيق حاجته ضمن الحدود المعطاة له". كما قدم موقع "parenting.firstcry" المتخصص بشؤون العائلة والأطفال طرقا مفصلة للتعامل مع الطفل المصر على حاجاته: 1 - لا للمجادلة الاستماع إلى حاجة الطفل ورأيه بموضوع ما وإظهار له الاهتمام، سيجعله أكثر عرضة للاستماع إلى ما يريد الأهل قوله له، بالتالي الوصول إلى حلّ يرضي الطرفين. 2 - تعزيز الاتصال لا يجب إجبار الطفل على القيام بشيء لا يريده، مثلا إن كان يريد الاستمرار بمشاهدة التلفزيون بدلا من القيام بواجباته المدرسية، حاول مشاهدة التلفزيون معه لفترة من الوقت، من أجل خلق صداقة بينكما، وبعدها بوقت قصير يمكن سؤاله عما إذا كان يرغب في أداء واجباته المدرسية بالوقت الذي تقرأ فيه أنت كتاب أو تقوم بأعمال منزلية بجانبه. 3 - قدّم الخيارات تقديم خيارات عدة للطفل فكرة ذكية جدا لجعله يعتبر أنه هو من يتحكم بحياته وقراراته ويختار ما يرغب أن يفعل، وهذا طبعا يترافق مع خيارات محددة ومدروسة. 4 - عزز مهاراتك التفاوضية قد يجابه الطفل الرفض بالرفض، لذا على الأهل تعزيز مهاراتهم التفاوضية في هذه الحالة من أجل معرفة كيفية إقناع الطفل بما يريدونه. مثلا، إن أراد الطفل الاستماع لقصتين قبل النوم، يمكن التفاوض والتوصل معه إلى اتفاق لاختيار قصة الليلة وقصة أخرى ليلة الغد. 5 - الانتباه لكلمة "لا" في حال كان الأهل يكثرون من كلمة "لا" فمن المحتمل أن يفعل الطفل الشيء نفسه. فكما ينظر الأهل إلى الطفل على أنه يعاندهم، فالطفل يراهم هكذا أيضا، وفق منذر. 6 - تطوير الروتين يساعد الالتزام بالروتين اليومي في تحسين سلوك الطفل، وهذا يعني تحديد وقت للنوم، ووقت للدرس واللعب ليسير الطفل على أساسها. يعتبر الحوار والتفاهم بين الأهل والطفل من الخطوات الأساسية في التربية السليمة لمواجهة أي تصرف أو سلوك غير محبذ من قبل الطفل.(المشهد)