لا شكّ أنّ أجمل ما يحمله فصل الربيع لنا، هو الطقس الأكثر دفئًا، والأيام الأطول، والأزهار المتفتحة والمساحات الخضراء المنتشرة في كل مكان، لكن قد يكون هذا الفصل كارثيًا على الكثير من الأشخاص، والسبب الحساسية.والحساسية مرض يخصّ الجهاز المناعيّ ويتمثل بالإفراط في ردود الأفعال المناعية تجاه موادّ موجودة في الطبيعة، كما هي لقاحات النباتات، وفق استشاري الأمراض الصدرية والحساسية وعضو جمعية الحساسية والمناعة الأردنية الدكتور محمد حسن الطراونة، لمنصة "المشهد". وتابع أنّ الحساسية من أكثر الأمراض شيوعًا في هذا العصر، وهي تصيب الأنف والعين والقصبات الهوائية، كما تصيب الجلد وفي بعض الأحيان الدم. موسم الحساسية يزداد سوءًا تشير دراسة وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى تأثير تغيّر المناخ على درجات الحرارة ونمو النباتات، متابعة أنه قد يكون من الصعب التمييز بين أعراض الحساسية وأعراض نزلات البرد. وفق دراسة حديثة، تغيرت مواعيد بدء موسم الحساسية. فبدأت مواسم حساسية الربيع قبل موعدها بنحو 20 يومًا، وفقًا لتحليل بيانات عدد حبوب اللقاح من 60 محطة عبر أميركا الشمالية، من عام 1990 إلى عام 2018. وقال مؤلف الدراسة والأستاذ المشارك في علم الأحياء بجامعة يوتا ويليام أنديريج، إنّ هذا التحول يمكن أن يكون له عواقب صحية كبيرة. وذكر كينيس لصحيفة "ريجستر": "إننا ندخل في نمط مناخيّ أكثر برودة على المدى القصير، ولكن مع ذلك، فإنّ درجات الحرارة في الإطار الزمنيّ من فبراير إلى مارس، ستنتهي في نهاية المطاف أعلى بكثير من المعتاد، ولهذا السبب، فإنّ الكثير من النباتات المزهرة، سوف تزدهر في وقت أبكر بكثير من المعتاد".حساسية الربيعبالتالي، أوضح الطراونة أنّ موسم ظهور حبوب اللقاح، يبدأ في فصل الربيع مع بدء تفتّح الأزهار، حيث يكون هذا وقتًا صعبًا في بعض الاحيان، للأشخاص الذين يعانون حساسية حبوب اللقاح وأعراضها المزعجة.وذكر أنّ حبوب اللقاح مسحوق بروتينيّ ناعم جدًا، تقوم بإنتاجه الزهور والأشجار والأعشاب، من أجل عملية التلقيح في النباتات، وتسبب هذه الحبوب حساسية لدى مجموعة كبيرة من الناس، خصوصًا عند ملامستها او استنشاقها.وأفاد المتحدث أنّ الجهاز المناعيّ يتعرف إلى حبوب اللقاح على أنها مسبّبات خطر مثل الفيروسات والبكتيريا، فيقوم الجسم بإفراز موادّ كيميائية لمحاربة هذه الحبوب، تُعرف باسم ردّة الفعل التحسسية.وعن أعراض حساسية الربيع، عدد الطراونة أنها تتمثل بـ: سيلان أنفي. حكّة في العيون.العطس والسّعال.انسداد في الأنف.حكّة في الحلق. تورّم تحت العينين. احمرار في العينين.انخفاض حاسة الشم والذوق الناتج عن تهيج الجيوب الأنفية.علاج حساسية الربيع وبالنسبة إلى العلاج، فدعا الطراونة كل شخص يعاني أعراضًا شديدة، وعدم استجابة للأدوية الاعتيادية لاستشارة الطبيب المتخصّص في الأمراض الصدرية والحساسية. والاستشاريّ في هذه الحالة يقوم بتشخيص الحالة عن طريق اختبار وخز الجلد، لمعرفة إن كان الشخص مصابًا بحساسية حبوب اللقاح، بالإضافة إلى الفحص السريريّ مع أخذ السيرة المرضية، وفق الطراونة، مضيفًا أنه على هذا الأساس يقوم الطبيب بصرف بخاخ الأنف أو مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان، وفي الحالات الشديدة قد نحتاج إلى إعطاء مادة الكورتيزون. طرق وقائية من حساسية الربيع هل يمكن الوقاية من حساسية الربيع؟ الجواب بالإجمال "نعم"، وذلك من خلال خطوات عدة منها وفق المتحدث: تجنب الخروج من المنزل خلال الأيام الجافة أو خلال الرياح.ارتداء قناع الوجه الذي يحمي من حبوب القاح.الابتعاد عن العمل في الحديقة خلال فصل الربيع.التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب وقت ذروة انتشار حبوب اللقاح.استبدال الملابس عند العودة من الخارج مباشرةً.أخذ حمّام للتخلص من أيّ حبوب لقاح قد تكون عالقة في الشعر أو الجسم . حساسية أم نزلة برد؟ على الرغم من أنّ أعراض الحساسية وأعراض البرد يمكن أن تكون متشابهة، وفق الأطباء، إلّا أنّ الحساسية غالبًا ما تسبب حكّة في العين أو الأنف أو الحلق أو الفم أو الأذنين. غالبًا ما يعاني المرضى أيضًا احتقانًا وتقطرًا أنفيًا خلفيًا، أو مخاطًا يتساقط في الجزء الخلفيّ من الحلق. قد يصاب بعض الأشخاص بالسعال والصفير وضيق التنفس. على النقيض من ذلك، في حالة العدوى الفيروسية، قد تعاني إرهاق العضلات أو آلام المفاصل أو الحمى.إذا كانت أعراضك تتفاقم كل عام في موسم معين وتستمر لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، فهناك احتمال كبير أن تكون ناجمة عن الحساسية. وقال الأطباء إنّ التاريخ الشخصيّ أو العائليّ للحساسية أو الأكزيما أو الربو، يمكن أن يكون أيضًا دليلًا مهمًا. رمضان والحساسية أما هذا العام، فيتزامن صيام شهر رمضان مع بدء الربيع، فما وضع الأشخاص المصابين بالحساسية؟ يجيب الطراونة أنّ "صيام رمضان يُعتبر من العوامل التي تدفع باتجاه الاستقرار النفسيّ والصحي، ما ينعكس إيجابًا على الصائم ويخفف من أعراض التحسس". وبخصوص مرضى الربو القصبي، فدعاهم للتقيد ببعض التعليمات حتى يبقى المرض تحت السيطرة، ومنع حدوث أيّ زيادة في الأعراض، من خلال عدم تناول الوجبات الدسمة خلال الإفطار أو السحور، وبدلًا من ذلك تناول وجبات صغيرة ومتكررة، وذلك لتجنب حدوث عسر هضم وانتفاخ في البطن، ما يؤدي الى صعوبة في التنفس. كما دعا إلى:الإكثار من شرب السوائل عند الإفطار وعند السحور وما بينهما، وذلك لتقليل لزوجة البلغم وبالتالي سرعة التخلص منه.الابتعاد عن الموادّ الحارة والبهارات، واستبدالها بالكركم والبصل والثوم، لأنها تحتوي على مضادات للأكسدة.تجنّب الأطعمة آلتي تحتوي على موادّ حافظة، والإكثار من الأطعمة آلتي تحتوي على فيتامين سي.(المشهد)