كشفت دراسة جديدة نشرها موقع "فاينانشل تايمز"، أنّ الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يمكن أن تتسبب بضرر دائم في خلايا الإدراك والذاكرة، حيث يمكن اكتشاف "ضباب دماغ" لدى المصابين بالمرض على المدى الطويل والقصير.أهمية اختفاء الأعراضلكنّ الدراسة، وهي واحدة من أكثر الاجتهادات الحديثة تفصيلًا في وصف تأثير كوفيد على العقل، أظهرت أنّ الحالات الأكثر شدة يمكن أن تتحسن، وأنّ الخطر أصبح أقلّ حدة مع متمحورات فيروس كورونا.وتشير الورقة إلى أنّ الأشخاص الذين اختفت أعراضهم بعد إصابة طويلة الأمد كان أداؤهم جيدًا في الاختبارات المعرفية، مثل أولئك الذين تعافوا بسرعة أي بعد أيام من العدوى الأولى.وقال الباحثون إنه بعد 4 سنوات من ظهور الوباء، تُظهر النتائج أهمية المراقبة المستمرة للتأثير طويل المدى لكوفيد-19 على وظائف المخ.ويقول الأستاذ بجامعة إمبريال كوليدج في لندن بول إليوت: "من المطمئن أنّ الأشخاص الذين عانوا من أعراض استمرت طويلًا بعد كوفيد-19، ولكن تم حلها الآن، يختبرون بعض التحسن في وظائفهم الإدراكية تصل إلى مستويات مماثلة لأولئك الذين عانوا إصابة قصيرة الأمد".عوامل عدة تلعب دوراوقد قامت الدراسة بمراقبة أكثر من 140 ألف شخص، يمثلون مختلف أنواع وحدة الإصابة بكوفيد ومدتها، بما في ذلك أفراد غير المصابين.وطُلب من المشاركين إجراء اختبارات معرفية عبر الإنترنت لقياس قدراتهم بما في ذلك الذاكرة والتفكير والوظيفة التنفيذية والانتباه والاندفاع. وتم تسجيل النتائج بعد الأخذ في الاعتبار عوامل تشمل العمر والتركيبة السكانية والحالات الطبية الموجودة مسبّقًا.وأظهرت النتائج أنّ الإصابة بكوفيد-19 أثرت على الإدراك، وكانت وظائف الذاكرة هي الأكثر تضررًا. ووجد الناس صعوبة أكبر في تذكر صور لأشياء رأوها قبل دقائق قليلة، وهي مشكلة قال الباحثون إنها قد تعكس صعوبات في تكوين ذكريات جديدة، بدلًا من زيادة فقدان الذاكرة.كما كان أداؤهم أسوأ قليلًا من الأفراد الذين لم يصابوا بكوفيد-19، في الاختبارات التي ركزت على التخطيط المكانيّ والتفكير اللفظي.ولوحظ التأثير الأكبر والأهم على المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى، أو الذين عانوا أعراضًا طويلة الأمد أو أصيبوا بمتغيرات كوفيد. وقال الباحثون إنه بالنسبة للحالات قصيرة المدة، كان التأثير صغيرًا، ربما بما فيه الكفاية بحيث لم يلاحظ الأفراد أيّ ضعف.اللقاح يخفف من حدة الإصابةووجد الباحثون "ميزة معرفية صغيرة" بين المشاركين الذين تلقوا اللقاح مرتين أو أكثر، إذ تبيّن أنّ الإصابات المتكررة بكوفيد-19 لم يكن لها سوى تأثير "ضئيل".أما مشكلة "ضباب الدماغ" فظهرت بين المصابين بكوفيد-19 طويل الأمد، والذي يُعرف بأنّ أعراضه تستمر لأكثر من 12 أسبوعًا بعد الإصابة الأولية بكوفيد-19.وتشير التقديرات إلى أنّ Long Covid يؤثر على نحو 5% من الأشخاص الذين يصابون بالفيروس ويشكل عبئًا متزايدًا على الأنظمة الصحية.(ترجمات)