هل يمكن لفيروس كورونا أن يتسبب بظهور السرطان؟ مسألة لا يزال يتابعها الأطباء والخبراء وتشكل قلقا عالميا.ووفق "واشنطن بوست"، تم تأكيد الارتفاع المفاجئ في حالات السرطان العدوانية والمراحل المتأخرة فيه منذ بدء الوباء، من خلال بعض البيانات الوطنية المبكرة وعدد من مؤسسات السرطان الكبيرة.فكرة أن بعض الفيروسات يمكن أن تسبب السرطان أو تسرعه ليست جديدة. لقد أدرك العلماء هذا الاحتمال منذ الستينيات، ويقدر الباحثون اليوم أن 15 إلى 20% من جميع أنواع السرطان في جميع أنحاء العالم تنشأ من عوامل معدية مثل فيروس الورم الحليمي البشري، و"إبشتاين بار"، والتهاب الكبد الوبائي "بي".من المحتمل أن تمر سنوات عديدة قبل أن يحصل العالم على إجابات قاطعة حول ما إذا كان فيروس كورونا متواطئًا في زيادة حالات السرطان.شكوك بشأن كورونا قال عالم الوراثة وعالم الأحياء التطوري بجامعة بنسلفانيا دوغلاس سي. والاس: "لا نحقق بشكل كامل في هذا الفيروس"، متابعا أن "تأثيرات الحصول على هذا بشكل متكرر طوال حياتنا ستكون أكثر أهمية بكثير مما يعتقده الناس".لكن لا توجد بيانات حقيقية تربط بين كورونا والسرطان، ولا يزال بعض العلماء متشككين بالأمر.وقال الباحث في المعاهد الوطنية للصحة والرائد في دراسة الفيروسات المسببة للسرطان جون تي شيلر:مسببات الأمراض المعروفة بأنها تسبب السرطان تستمر في الجسم على المدى الطويل.فئة فيروسات الجهاز التنفسي التي تشمل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي وهي عائلة تضم فيروس كورونا تصيب المريض ثم تختفي عادةً بدلاً من بقائها ولا يُعتقد أنها تسبب السرطان.هذا النوع من الفيروسات لا يشير إلى تورطه في الإصابة بالسرطان.من جهته، قال مدير مركز السرطان في مختبر كولد سبرينج هاربور والرئيس السابق للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان ديفيد توفيسون، إنه لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا يحول الخلايا بشكل مباشر لجعلها سرطانية. لكن هذه قد لا تكون القصة الكاملة.وقال توفيسون إن عددًا من الدراسات الصغيرة والمبكرة تشير إلى أن عدوى فيروس كورونا يمكن أن تحفز سلسلة التهابية واستجابات أخرى يمكن، من الناحية النظرية، أن تؤدي إلى تفاقم نمو الخلايا السرطانية.كما أفاد علماء الأمراض من جامعة أركنساس للعلوم الطبية في عام 2021 في مجلة Communications Biology أن بروتينات SARS-CoV-2 غذت تكاثر فيروس الهربس الذي يعتبر أحد الفيروسات الرئيسية التي تؤدي إلى السرطان. وقد أشارت دراسات أخرى إلى تورط الفيروس التاجي في المساعدة على تحفيز خلايا سرطان الثدي النائمة.واستكشفت ورقة بحثية نُشرت عام 2023 في مجلة Biochimie الآليات التي يمكن أن يستغلها فيروس كورونا لتفاقم أشكال من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون والمستقيم والبنكرياس والفم. واقترح الباحثون أن المسار الأكثر احتمالا هو من خلال تعطيل قدرة الجسم على قمع الأورام، لكن الباحثين أقروا بعدم وجود أدلة مباشرة تدعم النظرية.(ترجمات)