أصبحت الإصابة بكوفيد-19 اليوم أقل رعبًا وأكثر شيوعًا مما كانت عليه قبل 3 سنوات. حتى الآن، فكثير من الناس قد أصيبوا به لأكثر من مرة وفي معظم الأحيان، لا تكون حالات العدوى المتكررة شديدة كما كانت في المرة الأولى.ووفق تقرير لمجلة "تايم" الأميركية، فإنّ حالات الإصابة المتزايدة ليست ضارة، لكن مع استمرار ارتفاع الحالات وظهور المزيد من المتحورات، فإنّ خبراء الأمراض المعدية يحذرون من أنّ تكرار العدوى قد يكون له بعض الآثار تراكمية ودائمة.يقول أستاذ الطب والمدير التنفيذيّ لمعهد هافي للصحة العالمية الدكتور روبرت ميرفي: "هناك بعض الأدلة المبكرة التي بدأت تظهر أنه إذا كنت مصابًا بكوفيد-19، فمن الممكن أن تكون هناك مشاكل صحية متكررة بعد الإصابة بالعدوى". ارتفاع خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمديدرس الدكتور زياد العلي، عالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس، مرض كوفيد طويل الأمد، وهي حالة تتميز بآثار صحية تستمر بعد الإصابة. يقول: "لا تزال الإصابة المتكررة بالفيروس ذات أهمية كبرى".وفي بحث نُشر في مجلة "Nature Medicine" عام 2022، وجد أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 مرتين على الأقل عانوا معدلات أعلى من الآثار الصحية قصيرة وطويلة الأجل، بما في ذلك مشاكل القلب والرئة والدماغ، مقارنة بأولئك الذين أصيبوا بكوفيد-19 مرة واحدة فقط. لكن لماذا؟العمر ومرض السكري يقول الدكتور ديفي سميث، عالم الفيروسات ورئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، إنّ بعض الخصائص مثل التقدم في السن، قد تجعل الأشخاص أكثر عرضة للمضاعفات بعد تكرار النوبات. ويضيف:كلما تقدمت في السن، أصبح الأمر أسوأ مع الفيروسات بشكل عام، ولكن مع "سارس كوفيد" على وجه التحديد. في كل مرة تصاب فيها بكوفيد-19 مرارًا وتكرارًا، فإنك تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى أسوأ بناءً على العمر.إنّ الظروف الصحية الأساسية التي قد لا يكون الناس على علم بها بالضرورة - مثل مقدمات السكري أو زيادة الالتهاب - يمكن أن تعرّضهم أيضًا لخطر أكبر بعد كل إصابة. يقول سميث: "بالنسبة لشخص هو بالفعل على حافة الإصابة بمرض السكري ثم يصاب بكوفيد-19، فقد يؤدي ذلك إلى تلف البنكرياس ونظام الغدد الصماء". وبالمثل، فإنّ ارتفاع معدلات الالتهاب قبل الإصابة بفيروس كوفيد-19، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية بعد الإصابة.وبغضّ النظر عن الحالة الصحية للشخص، فإنّ كل عدوى بكوفيد-19 يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطات دموية، والتي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ أو الرئتين. لهذا السبب يعتقد سميث أنّ أيّ شخص مؤهّل للحصول على الأدوية المضادة للفيروسات مثل باكسلوفيد، يجب أن يتناولها، لأنّ السيطرة على الفيروس في أسرع وقت ممكن يمكن أن تقلل من أيّ آثار محتملة طويلة المدى أو باقية، يمكن أن تحدثها العدوى على الجسم.(ترجمات)