كشفت دراسة حديثة أن العوامل الوراثية والجينية تلعب دورًا أكبر من النظام الغذائي للإنسان فيما يتعلق بعمره وصحته خلال فترة الشيخوخة.ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة "ناتشر" أن الجينات تلعب دورًا أكبر في تحديد متوسط العمر مقارنة بالقيود الغذائية.وما يزيد الأمر تعقيداً هو أننا نعلم أن مجموع نمط حياتك، وخصوصا النظام الغذائي وممارسة الرياضة، يؤثر أيضاً بشكل كبير على صحتك في مرحلة الشيخوخة وطول العمر.لقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن تقليل تناول السعرات الحرارية يمكن أن يجعل الحيوانات تعيش لفترة أطول. وأثناء دراسة عمر الدودة الصغيرة سي إليجانس في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وجدت سينثيا كينيون، أن التغييرات الصغيرة في الجين الذي يتحكم في الطريقة التي تكتشف بها الخلايا وتستجيب للمغذيات المحيطة بها أدت إلى مضاعفة عمر الديدان.تأثير الجينات على العمر وفي محاولة لكشف تأثير العوامل الوراثية مقابل نمط الحياة، فحصت الدراسة الجديدة نماذج مختلفة لتقييد السعرات الحرارية لدى 960 فأرًا.ونظر الباحثون على وجه التحديد إلى النماذج التجريبية الكلاسيكية لتقييد السعرات الحرارية (إما بنسبة 20% أو 40% أقل من السعرات الحرارية من الفئران الضابطة)، أو الصيام المتقطع ليوم أو يومين بدون طعام (حيث أن الصيام المتقطع شائع بين الأشخاص الذين يتطلعون إلى معرفة الفوائد الإيجابية لتقييد السعرات الحرارية).قد استخدم الباحثون على وجه التحديد فئرانًا متنوعة وراثيًا، لسببين:نظرًا لأن الدراسات المعملية على الفئران تُجرى عادةً على فئران متشابهة وراثيًا للغاية، فقد سمح هذا للباحثين باستكشاف تأثيرات كل من النظام الغذائي والمتغيرات الجينية على طول العمر.البشر متنوعون للغاية، وهذا يعني أن الدراسات التي تجرى على الفئران المتطابقة وراثيا تقريبا لا تترجم في كثير من الأحيان إلى التنوع الجيني العالي للبشرية.الجينات أكثر أهميةكان الاكتشاف الرئيسي هو أن الجينات بدت تلعب دورًا أكبر في عمر الإنسان مقارنة بأي تدخلات تقييدية غذائية. فقد كانت الأنواع طويلة العمر من الفئران تعيش لفترة أطول على الرغم من التغييرات الغذائية.وعلى الرغم من أن الفئران الأقصر عمراً أظهرت تحسناً نتيجة للقيود الغذائية، إلا أنها لم تلحق بنظيراتها الأطول عمراً. لا تزال نماذج تقييد السعرات الحرارية تزيد من أعمار جميع أنواع الفئران، حيث تحسنت أعمار مجموعة التقييد بنسبة 40% ومتوسطها الأقصى مقارنة بمجموعة الـ20%.وأظهرت مجموعة الـ 20% تحسناً في متوسط أعمار المجموعة وطولها الأقصى مقارنة بمجموعة التحكم. الأمر فقط أن تأثيرات العوامل الوراثية كانت أكبر من تأثير التدخلات الغذائية.(ترجمات)